المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأهتداء بالنجوم في البحر



احكام
26/02/2007, 05:38 PM
الاهتداء بالنجـــــــوم في البحر عند الأجداد في الخليج العربي

لعب البحر دوراً فاعلاً وحيوياً في بلاد الخليج العربية ، وكان له دور اجتماعي وثقافي واقتصادي لا يستهان به إذ كان اهتمام كل أهل الخليج ممن عاشوا على شواطئه إنما ينصب على الأعمال البحرية سواء كانت أعمال غوص للبحث عن اللؤلؤ أو صيد الأسماك أو الإبحار للبلاد المجاورة بغرض التجارة .

إنما الأجداد يركز على استخدامهم للتقويم القديم في معرفة أنسب المواقيت للقيام بالأعمال البحرية ( حسابات الدرور) وهي حسابات لأيام السنة وفصولها ابتداء من مطلع النجم " سهيل" في الخامس عشر من أغسطس من كل عام قبيل شروق الشمس.

وكذلك استخدامهم للديرة لمعرفة الاتجاهات لإبحار بالخليج ، وكانوا يفرقون بين الأجرام السماوية التي تتحرك بشكل مختلف عن باقي النجوم الثابتة ويسمونها بالنجوم المتحركة ( وهي الكواكب الخمسة السيارة ، عطارد والزهرة والمريخ والمشتري وزحل )

ويسمونها بالنجوم السيارة والأخرى تسمى النجوم الثابتة مثل بنات نعش والواقع والسماك وغيرها ، أما القطب الجنوبي فهو لا يظهر في سماء الإمارات.

وعلى كل حال لا يوجد نجم معين يدل على اتجاه النجم الجنوبي كما هو الحال في القطب الشمالي.

وعموما فان مهارة أهل الخليج في الإبحار كانت معروفة منذ القدم وما البحار العربي الفذ أحمد بن ماجد إلا نموذج من هذه النماذج.

وقد جاء في كتابه ( الفوائد في معرفة علم البحر والقواعد ) ما يلي :

"اعلم أيها الطالب أن لركوب البحر أسبابا كثيرة فأولها معرفة الشمس والقمر والرياح ومواسمها وآلات السفينة ) ويوضح فيه كيفية الاستدلال بمهمة الرياح والبروج ومنازل القمر كوسيلة يستدل بها البحارة"

وقد ذكر المؤرخ البرتغالي كستانهيدا عن أول لقاء تم بين أحمد بن ماجد وبين فاسكو ديجاما المكتشف البرتغالي أن هذا الأخير قد أبدى إعجابه وتقديره لعلم هذا الرجل وتفوقه ، بالإضافة إلى أن فاسكو دي جاما وجد لدى ابن ماجد آلات بحرية متطورة لم تكن في دقتها عند البرتغاليين أنفسهم.

ونظام الأخنان نظام دقيق جداً ، استخدمه الملاحون العرب وطوروه واستخدموه بوجه خاص في المحيط الهندي والخليج العربي ، وهذا النظام نظام ملاحي قديم كان معروفاً عند الملاحين العرب المسلمين وحدهم ، ويقول تيبتس في كتابه

( الملاحة العربية في المحيط الهندي ) ما يلي :

" أن أصل هذا النظام الأخنان العربي غير معروف وأن بعض يعتقدون أن هذا النظام أقدم من اكتشاف استعمال البوصلة فكل الأمم التي اشتهرت بالملاحة كان لها نظام خاص لتعيين الاتجاهات .

فالفايكينج استعملوا اتجاهات الرياح وشروق الشمس وغروبها ، ولكن الهنود والعرب والصينيون في المحيط استعملوا النجوم كدليل .

فنظام الأخنان العربي قديم جداً نشأ وتطور في المحيط الهندي بدون شـك ، لأن بعض النجوم التي يعتمدون عليها ( في نظام الأخنان ) لا تظهر في مصر والشــام والعراق أو البحر الأبيض المتوسط ، كما أن نجوماً أخرى كالفلقدين تكون في خطوط العرض العالية مثل مصر والبحر الأبيض المتوسط عالية في السماء ولا تغيب فلا يعود أخذها كدليل ، ولكنها في المواقع الاستوائية والمدارية ( مثل المحيط الهندي ) تكون منخفضة قريبة من الأفق ويحدد موقع غيابها وطلوعها على جهتها.

وربما أننا لم نجد في كتب الأمم الأخرى التي تعيش حول المحيط الهندي ما يشير إلى معرفتهم بنظام الأخنان ، لذلك فأن نظام الأخنان نشأ وتطور عند العرب الذين يعيشون على المحيط الهندي والخليج العربي.

يقول ابن ماجد عن علم الملاحة عند العرب مقارنة مع الشعوب الأخرى :

" ونحن أخناناً اثنان وثلاثون خناً ، ولنا ترفات وأزوام وقياسات لا يقدرون عليها وليست هي عندهم ولا يقدرون أن يحملوا دركنا ، ونحمل نحن دركهم وندرك معرفتهم ونسافر بمراكبهم ، لأن البحر الهندي هو متعلق بالبحر المحيط وله علم في الكتب ، وقياس علمهم ليس له قياس ولا علم ولا كتاب إلا في قنباص وعدة أميال ، ليس له قيد.

ونحن يسهل علينا أن نسافر بمراكبهم في بحورهم ، وقد كابرنا لبعضهم في ذلك حتى طلعوا عندنا فأقروا لنا بالمعرفة في البحر وعلومه والحكم على النجوم في أودية البحر ومعرفة قطع المركب طولاً وعرضاً ، لأن طولنا وعرضنا له قيود بالإبرة وهي الحقة، وليس عنهم قياس يهتدون به في الميل يميناً ويساراً ، فبهذا أقروا لنا بالمعرفة والدلالة "

أما عن موسم الغوص في العصور المتأخرة ، فان موسم ( الغوص الكبير ) يبدأ مع مطلع الصيف ويستغرق حوالي أربعة أشهر وعشرة أيام وتقع في الفترة ما بين أول مايو حتى 15 أو 23 سبتمبر ويسمى يوم ( القفال ) أي أنها تقع في أول يوم من برج الجوزاء حتى نهاية برج السنبلة حيث تكون عادة الرياح هادئة ودرجة حرارة الهواء والماء دافئتين مناسبتين للغوص ، وبالإضافة إلى ذلك هناك مواسم أخرى أقل أهمية ومنها موسم المينة الذي يتم في نهاية فصل الشتاء ويكون في المناطق القريبة من الشاطئ ، وكذلك غوص ( الخانجية ) الذي يسبق موسم ( الغوص الكبير ) وموسم غوص ( الردة ) أي العودة مرة ثانية إلى البحر ويكون عادة في شهر أكتوبر وموسم ( الرديدة ) ـ تصغير كلمة الردة ـ وهو يلي الردة مباشرةً أي خلال شهر نوفمبر.

وقد كان أثر مواسم الغوص واضحا في الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية كما أسلفنا ، وقد ترجمت هذه الآثار وما ينجم عنها من مشاعر بالأهازيج والأشعار الجميلة فعند الذهاب إلى الغوص كانوا يرددون :

سرت بغرب المصايف وبيت بشمل بعشور على فراق الولايف كن يا قلبي صبور.

وعند العودة من موسم الغوص وتبدأ درجة الحرارة بالانخفاض يرددون المثل :

إلى طلعت السابعة البرد وايد يقفل الغواص من قاص البعايد.


الديرة ونظام الأخنان :

ما هي الديرة :

الديرة هي عبارة عن بوصلة يستخدمها النواخذة للتعرف على الاتجاهات وهم يمخرون عباب البحر في أسفارهم بين مناطق الخليج المختلفة وكذلك في أسفارهم للهند وشرق أفريقيا واليمن ، إلا أن الاختلاف في الديرة والبوصلة العادية هو أن بدلاً من قياسات الزوايا المكتوبة على البوصلة العادية نجد أن أسماء النجوم التراثية هي المسجلة على وجه الديرة ويستخدمها النوخذة لتوجيه مركبه حيث يشاء.

والديرة مقسمة إلى المطلع وتوجد به أسماء النجوم التي تشرق من المشرق والى المغيب ، وبه أسماء النجوم من جهة المغرب ، وبين كل نجم وآخر تقسم المسافة إلى خمسة أجزاء تسمى الأخنان ومفردها "خن".

كما أن النجم القطبي والمعروف باسم ( الياه ) يحدد جهة الشمال الجغرافي ونجم " القطب " يحدد الجهة الجنوبية.

فالديرة مقسمة إلى أربعة اتجاهات كما هو الحال في الاتجاهات الطبيعية ، وأسماء النجوم موزعة على بحسب اتجاهاتها الأصلية بين هذه الاتجاهات ، وأسماء النجوم هي كالتالي :


وعند ذهاب الغواصين إلى مصائد الأسماك أو هيرات اللؤلؤ كانوا يذكرون اسم الهير باسم النجم الموجود على الديرة فيقولون مثلا ً للذهاب إلى هير ( الظهر ) وهو احد الهيرات المتواجدة بالقرب من أبو ظبي عليك أن تأخذ نجم " نعش " أو لتنطلق من أبو ظبي إلى صيربونعير عليك أن تأخذ مغيب "الفرقد" في الديرة بحسب نقطة الانطلاق.

يلاحظ من لوحة الأخنان المبينة أن أسماء بعض النجوم غير مألوفة ، وذلك المعالمة العرب أخذوها من البحارة والهنود الذين كانوا يختلطون بهم في المحيط الهندي والخليج العربي .
فالجاه هي كلمة فارسية معربة وتعني نجم القطب الشمالي ، والتير هي الشعري اليمانية ( العبور ) والحماران هما حضار والوزن ، والسلبار هو الظليم.
والأخنان لها تقسيمات أخرى ، فالخن يساوي 360 – 32 = 11.25 درجة، وقسموا الخن إلى سبعة أصابع وسموا الإصبع ترفا وكل أربع أصابع يساوي ذبان.
الإصبع ( ترفا ) = 11.25 – 7 = 1.6 درجة.
الذبان = أربع أصابع = 6.4 درجة.
ويقول أحمد ابن ماجد في تقسيمات الخن :
" من الخن إلى الخن سبع أصابع ، وكل إصبع ربع ذبان ، وكل ذبان أربع أصابع والإصبع يسمى ترفاً


منقول

ابو فوزي
26/02/2007, 11:38 PM
جزاك الله كل خير
عالقوة انشاء الله ,,,
---------------

صادوه
27/02/2007, 12:44 AM
شكرا على هذه المعلومات الطيبه تسلم.

ابوهتون
27/02/2007, 12:55 AM
تسلم على الموضوع الرائع..

احكام
27/02/2007, 01:11 PM
أبو فوزي ...

يسعدني حضورك ويشرفني أتمنى أن تكون لقيت الفائدة المرجوه

صادوه.....

يسعدني يسعدني حضورك ويشرفني أتمنى أن تكون لقيت الفائدة المرجوه

أبوهتون....

يسعدني حضورك ويشرفني أتمنى أن تكون لقيت الفائدة المرجوه

ابوتركي1
27/02/2007, 01:32 PM
الله يبارك فيك علي المعلومات الطيبه ومشكور0000000

احكام
27/02/2007, 07:21 PM
أبو تركي1

حضورك يسعدني ...أتمنى ان تكون لقيت الفائدة المرجوه

عجمي
27/02/2007, 10:17 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتة

لاهنت على الموضوع الجميل ويعطيك الف عافية

اخوك عجمي