المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الدجالون و المرجفون بعصرنا الحاضر



غبيشان
01/03/2007, 12:35 AM
الحمد لله القديم . فلا أول لوجوده الدائم . الكريم فلا آخر لبقائه ولا نهاية لجوده . القادر فكل ما في العالم من اثر قدرته. المقدس فلا تقرب الحوادث حماه. المنزه عن التغيير فلا ينجو سواه . مصرف الخلائق بين رفع وخفض. وبسط وقبض . وإبرام ونقض . وإماتة وأحياء ... تبارك الله رب العالمين أحمده على ما أولى من نعمة . وأجزل للناس من قسمه ..... وأصلي على رسوله محمد سيد العرب والعجم . وعلى آله وأصاحبه أعلام الهدى ومصابيح الظلم .. صلى الله عليه وعليهم وسلم ...

فلقد حفلت حياة المشركين في الجاهلية الأولى بكثير من العادات التي اتسمت بالسطحية والسذاجة، وذلك نظراً لافتقادهم المصدر الإلهي الذي يهتدون بهديه ، ويستضيئون بنوره ، بعيداً عن منطق الخرافة ، الذي سيطر على عقولهم ، وحجبها عن التفكير الصحيح، فلما جاء الإسلام بين لهم خرافة هذه العادات، وأنها قائمة على الأوهام التي يلقيها الدجالون والمرجفون . فنهى النبي – صلى الله عليه وسلم – عنها، وأعلمهم أنها لا ترد من أمر الله شيئاً، وأن الحافظ الضارَّ النافعَ هو الله سبحانه، وأن تلك العادات التي يمارسونها لا تجلب لهم نفعاً، ولا تدفع عنهم ضراً .فقد انتشر بين الناس في العصر الحاضر (علم الفلك) الذي من خلاله تفنن أصحابه بنشر توقعاتهم الأكيدة بأن اليوم ممطر وأن الغد مغبر وبعد الغد مشمس وبعد أسبوع غيوم بلى مطر و.......................الخ وهذا علماً لله فقط .. ألا يعلم هؤلاء بأن ذلك يدخل في باب الاستسقاء بالنجوم و والاستسقاء بالأنواء فقد ورد النهي عن ذلك وذم أصحابها .

والاستسقاء بالأنواء هو نسبة السقيا إلى الأنواء، والأنواء هي النجوم، يقال للنجم: نوء، والعرب والجاهليون كانوا يعتقدون أن النجوم والأنواء سبب في نزول المطر، ويجعلونها أسبابا، ومنهم وهم طائفة قليلة من يجعل النوء والنجم هو الذي يأتي بالمطر،و يجعلون المفعولات منفعلة عن النجوم وعن حركتها .أن الاستسقاء بالأنواء نوع من التنجيم؛ لأنه نسبة السقيا إلى النجم، وذلك أيضا من السحر؛ لأن التنجيم من السحر بمعناه العام ،والذي ينسب السقيا والفضل والنعمة الذي أعطاه حينما جاءه المطر، ينسب ذلك إلى النوء وإلى النجم، هذا ملتفت قلبه عن الله -جل وعلا- إلى غيره ومتعلق قلبه بغيره، وناسب النعمة إلى غير الله -جل وعلا -، معتقد أن النجوم أسباب لهذه المسببات من نزول المطر ونحوه.

وهذا مناف لكمال التوحيد، فإن كمال التوحيد الواجب يوجب على العبد أن ينسب النعم جميعا إلى الله وحده، وألا ينسب شيء منها إلى غير الله، ولو كان ذلك الغير سببا، فينسب النعمة إلى مسديها، ولو كان من أجرى الله على يديه تلك النعم سببا من الأسباب، فإنه لا ينسبها إلى غير الله -جل وعلا- كيف، وأن النجوم ليست بسبب أصلا، ففي ذلك نوعان من التعدي أولا: أنها ليست بأسباب، والثاني: أن تجعل أسبابا لم يجعلها الله -جل وعلا- أسبابا، وتنسب النعم والفضل والسقيا إليها.وهذا مناف لكمال التوحيد، وكفر أصغر بالله -جل وعلا- قال: وقول الله تعالى: وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ قال علماء التفسير: معنى هذه الآية: وتجعلون شكر رزقكم، شكر ما رزقكم الله من النعم من المطر أنكم تكذبون بأن النعمة من عند الله بنسبتها لغير الله -جل وعلا- تارة، بنسبتها إلى الأنواء أو بنسبتها إلى غير الله -جل وعلا-.

والواجب شكرا لنعم الله -جل وعلا- وشكرا لله -جل وعلا- على ما رزق وأنعم وتفضل أن تنسب النعم جميعا إلى الله، وأن ينسب الفضل إلى الرب وحده دون ما سواه .

والاستسقاء بالنجوم وهو نسبة السقيا إلى النجوم، ويشمل أيضا قوله: الاستسقاء بالنجوم يشمل ما هو أعظم من ذلك، وهو أن تطلب السقيا من النجم كحال الذين يعتقدون أن الحوادث العرضية تحصل بالنجوم نفسها، وأن النجوم هي التي تحدث المقدرات العرضية والمنفعلات العرضية.وعن زيد بن خالد -رضي الله عنه- قال: صلى لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلاة الصبح بالحديبية على إثر سماء كانت من الليل، فلما انصرف أقبل على الناس فقال: هل تدرون ماذا قال ربكم ؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته، فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب، وأما من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا، فذلك كافر بي، مؤمن بالكوكب .

قوله: على إثر سماء كانت من الليل على إثر سماء: يعني: مطر، المطر يطلق عليه سماء؛ لأنه يأتي من جهة العلو، ويقال له: سماء

يعني: نزل المطر، قال: فلما انصرف - يعني: من صلاة الصبح -، أقبل على الناس فقال: هل تدرون ماذا قال ربكم ؟ قالوا: الله ورسوله أعلم هذه من الكلمات التي تقال في حياته -عليه الصلاة والسلام-، وبعد وفاته -عليه الصلاة والسلام-، فإذا سئل المرء عما لا يعلم، فليقل: لا أدري، أو فليقل: الله أعلم، ولا يقول: الله ورسوله أعلم؛ لأن ذكر علم النبي -عليه الصلاة والسلام- مقيد بحياته الشريفة -عليه الصلاة والسلام- قال: قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر

هنا قسم العباد إلى قسمين: مؤمن بالله -جل وعلا- وهو الذي نسب هذه النعمة، وأضافها إلى الله -جل وعلا- وشكر الله عليها، وعرف أنها من عند الله، فشكر ذلك الرزق، وحمد الله وأثنى عليه به،

والصنف الثاني: كافر وهذا قد يصدق على الكفر الأصغر أو الكفر الأكبر، فهم انقسموا إلى مؤمنين وإلى كافرين، والكافرون منهم من كفر كفرا أصغر، ومنهم من كفر كفرا أكبر، فالذي كفر كفرا أصغر هو الذي قال: مطرنا بنوء كذا وكذا يعتقد أن النوء والنجم والكوكب سبب في المطر، فهذا كفره كفر أصغر؛ لأنه ما اعتقد التشريك والاستقلال، ولكنه جعل ما ليس سببا سببا، ونسب النعمة إلى غير الله.

فقوله: من أقوال أهل الكفر، وهو كفر أصغر بالله -جل وعلا- كما قال العلماء.

والصنف الثاني: كافر الكفر الأكبر، وهو الذي اعتقد أن المطر أثر من آثار الكواكب والنجوم، وأنها هي التي تفضلت بالمطر، وهي التي تحركت بحركة لما توجه إليها عابدوها، فأنزلت المطر إجابة لدعوة عابديها، فهذا كفر أكبر بالإجماع؛ لأنه اعتقاد ربوبية وإلهية غير الله -جل وعلا-.

قال: فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب ؛ لأنه نسب النعمة لله وحده، ونسبة النعمة لله وحده دلت على إيمانه، قال: وأما من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا، فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب وكما ذكرت لك الباء في قوله: مطرنا بنوء كذا إن كانت للسببية ؛ لأن الباء تأتي للسبب، مطرنا بسبب نوء كذا وكذا، فهذا كفر أصغر.

وأما إذا كان المراد أن النوء هو الذي أتى بالمطر إجابة لدعوة عابديه أو برحمته بالناس، فهذا كفر أكبر بالله جل جلاله.

قال: ولهما من حديث ابن عباس بمعناه، وفيه قال بعضهم: لقد صدق نوء كذا وكذا، فأنزل الله هذه الآيات: فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ إلى قوله وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ وهذا ظاهر نعم.

قف هنا تنبيه في هذه المسألة، وهو ما يحصل أحيانا من بعض الناس من أنهم يقولون في الوسم -مثلا-: يأتي مطر، والوسم جاء معناه أن الرياح فيه مطر ونجم الخير طلع، فسيحصل كذا ونحو ذلك : أن يقول ذلك لأجل أن النجم أو البرج الذي أتى هو زمن جعل الله سنته فيه أنه يأتي فيه المطر، فإذا كان هذا القول بأن الوسم معناه، هذا وقت المطر إن شاء الله يأتي، فيه مطر ونحو ذلك، فهذا جعل للوسم زمنا، وهذا جائز، وأما إذا قال: الوسم جاء يأتي المطر، أو طلع النجم الفلاني يأتينا كذا وكذا ، بجعل هذا الفصل أو ذاك البرج أو ذلك النجم سببا، فهذا كفر ونسبة للنعمة لغير الله واعتقاد تأثير أشياء لا تأثير لها، فينبغي أن يفرق بين ما يستعمله العوام فيما فيه أن المطر والبرد والصيف ونحو ذلك في تعلقه بالنجوم تعلق زمن ووقت وظرف، وما بين نسبة أهل الشرك والضلال الأفعال للنجوم، إما استقلالا وإما على وجه التثبت

مراسل/مكة
01/03/2007, 02:43 AM
مشكور اخوي وجزاك الله خيرا موضووع جميل ومفيد الله يعطيك العافيه

الوتين
01/03/2007, 04:04 AM
المشيئة الألهية

صوت الرعد2007
01/03/2007, 01:29 PM
مشكور أخوي على هذا الموضوع المهم .

رعد الضحى
01/03/2007, 02:17 PM
الأخ غبيشان ما قصرت ..بيض الله وجهك

موضوع رائع ..وبحث مستفيض

والله ( أكرم ) الأكرمين ..ينزل الغيث ولا يعلم الغيب الا هو سبحانه !

موضوعك ( رشة ) مطر !!

في يوم عاصف من الغبار والأتربة !!

كلام صحيح وواقع !! في لجة الإرجاف والأكاذيب والنخوة !!

في هذا الموقع ..نعم !! قبل أكثر من سنة ونصف ..نزل أحد الأعضاء موضوع عنوانه

( تكفى يـــــا ................فلان ) ومضمونه ..يستعين بذلك الشخص وينخاه !!

ألم أقل لك أن هناك ( نخاوي ) !!

وهذا لا يقلل م الجهد المقدم في المنتدى ..ولكن هناك من الأعضاء من يتمادى في بعض الأمور

وهناك من الأخوة الأفاضل من توقعاتهم المربوطة بمشيئة الله لا تتجاوز الثلاثة أيام وأقل ..

وهذا ربما يكون قريب من الواقع

نسأل الله ان يهدينا جميعا للحق ..