ريم البراري
15/04/2007, 01:13 PM
في مثل هذا الوقت من العام الماضي زرت الرياض لثلاثة أيام سكنت خلالها في برج المملكة .. وفي الليلة التالية أوصلني أحد الأصدقاء إلى الفندق قبل أن يكمل الطريق لبيته في شمال الرياض . وما أن دخلت الغرفة حتى اتصل بي وقال "هل تريد رؤية شيءغريب!؟ قلت : نعم، قال : أنظر من النافذة لخمس دقائق فقط.. وبالفعل ذهبت إلى النافذة فلم أر غير أضواء الرياض تتلألأ من ذلك الارتفاع الشاهق . غير أنني سرعان ما لاحظت أن أضواء الشوارع البعيدة بدأت تختفي بالتدريج وتطفأ الواحد تلو الآخر حتى أظلمت الدنيا بالكامل (.. ثم فجأة .. التصق كيس نايلون على النافذة بطريقة مفاجئة مما جعلني أتراجع تلقائيا للخلف)!!.
ولأن الوقت كان ليلا لم أدرك حقيقة ما حدث إلا بعد حين .. وفي المقابل أدرك صديقي ما سيحدث (فاتصل بي مسبقا) لأنه واجه العاصفة الترابية الهوجاء أثناء تحركه باتجاه الشمال!!.
.. على أي حال ؛ قد لا يكون الأمر جديدا لغير شخصي المتواضع ( وقد لا يكون الموقف بغرابة سقوط الأسماك أو نزول الدماء من السماء ) ولكنها المرة الأولى التي أرى فيها ظاهرة موسمية كنت أسمع عنها فقط ... وما ذكرني اليوم بهذا الموقف حالة مناخية غريبة حدثت مؤخرا في روسيا .. فقبل أيام فوجئ سكان الحدود الجنوبية الشرقية بنزول ثلج دموي أحمر في وقت لا تنزل فيه الثلوج أصلا . فقد تعرضت المنطقة لمنخفض جوي استثنائي أدى لنزول القطع الثلجية في غير موعدها المعتاد . وتصادف نزولها مع هبوب عواصف رملية من صحراء منغوليا المجاورة (التي تتميز بتربتها الحمراء) فاختلطت مع النتف الثلجية وصبغتها بهذا اللون !!
... وما حدث في شرق روسيا مجرد مثال لظواهر مناخية غريبة لم تحظ جميعها بتفسير علمي معقول (وما يزال بعضها يثير الرعب كما كانت قبل قرون) :
@ فهناك مثلا ظاهرة نزول الدماء من السحب (التي فسرت قديما كنتاج حروب تجري في السماء) .. ولكن الحقيقة هي أنها ظاهرة طبيعة تحدث حين يصادف المطر أثناء نزوله ملوثات اصطناعية أو طبيعية (كانفجار بركان بعيد) فيختلط بلون الأكاسيد الحمراء!
@ أيضا قد تسقط الأسماك والضفادع من السماء حين تتشكل الأعاصير فوق البحار فتحملها (ثم تسقطها) فوق المدن الداخلية أو الأماكن الصحراوية البعيدة!.
@ أيضا هناك ما يعرف بكرات النار التي تلاحظ أثناء العواصف الرعدية .. ورغم أن اسمها يوحي "بالنار" إلا أنها في الحقيقة كرات كهربائية (تشع ضوءا أبيض مائلا للزرقة) تنساب في الهواء حتى تلتصق بجسم ما (كالجدران) فتنفجر بصوت مرعب..
@ وهناك أيضا ظاهرة نزول كرات ثلجية كبيرة يمكنها تدمير البيوت والممتلكات .. وهي تختلف عن النتف الجليدية الناعمة كونها قاسية (كالحجر) ويوازي حجمها "كرة السلة" .. وفي حين يفترض بعض العلماء تشكلها في الغلاف الجوي بطريقة غامضة يرى آخرون أنها نيازك ثلجية صغيرة تنزل من الفضاء الخارجي!!
@ وجميعنا يعرف أن البرق ينزل إلى الأسفل (نحو الأرض) .. غير أن بعض السحب تطلق أيضا صواريخ برقية ملونة (نحو السماء) لا يمكن رؤيتها بدون التواجد فوق السحب بطائرة نفاثة مثلا !
@ وأخيراً: هناك ظاهرة مناخية ماتزال غامضة ويطلق عليها ريش أو شعر الملائكة (Angel hair). وهي تتضمن سقوط كسف زجاجية شفافة تذوب حال لمسها باليد .. وبسبب شكلها الشبيه بأجنحة الطيور يسود اعتقاد بأنها "ريش قديم" تسقطه الملائكة حين ينبت لها "ريش جديد"!.
... في الحقيقة أنا أول من يعترف بأن هذه الظواهر الغريبة لا تقارن بظاهرة (العجاج) التي بدأنا بها المقال .. ولكن كما يقال : ليس من شاهد كمن سمع!.
فهد عامر الأحمدي
جريدة الرياض
الأحد 27-3-1428
ولأن الوقت كان ليلا لم أدرك حقيقة ما حدث إلا بعد حين .. وفي المقابل أدرك صديقي ما سيحدث (فاتصل بي مسبقا) لأنه واجه العاصفة الترابية الهوجاء أثناء تحركه باتجاه الشمال!!.
.. على أي حال ؛ قد لا يكون الأمر جديدا لغير شخصي المتواضع ( وقد لا يكون الموقف بغرابة سقوط الأسماك أو نزول الدماء من السماء ) ولكنها المرة الأولى التي أرى فيها ظاهرة موسمية كنت أسمع عنها فقط ... وما ذكرني اليوم بهذا الموقف حالة مناخية غريبة حدثت مؤخرا في روسيا .. فقبل أيام فوجئ سكان الحدود الجنوبية الشرقية بنزول ثلج دموي أحمر في وقت لا تنزل فيه الثلوج أصلا . فقد تعرضت المنطقة لمنخفض جوي استثنائي أدى لنزول القطع الثلجية في غير موعدها المعتاد . وتصادف نزولها مع هبوب عواصف رملية من صحراء منغوليا المجاورة (التي تتميز بتربتها الحمراء) فاختلطت مع النتف الثلجية وصبغتها بهذا اللون !!
... وما حدث في شرق روسيا مجرد مثال لظواهر مناخية غريبة لم تحظ جميعها بتفسير علمي معقول (وما يزال بعضها يثير الرعب كما كانت قبل قرون) :
@ فهناك مثلا ظاهرة نزول الدماء من السحب (التي فسرت قديما كنتاج حروب تجري في السماء) .. ولكن الحقيقة هي أنها ظاهرة طبيعة تحدث حين يصادف المطر أثناء نزوله ملوثات اصطناعية أو طبيعية (كانفجار بركان بعيد) فيختلط بلون الأكاسيد الحمراء!
@ أيضا قد تسقط الأسماك والضفادع من السماء حين تتشكل الأعاصير فوق البحار فتحملها (ثم تسقطها) فوق المدن الداخلية أو الأماكن الصحراوية البعيدة!.
@ أيضا هناك ما يعرف بكرات النار التي تلاحظ أثناء العواصف الرعدية .. ورغم أن اسمها يوحي "بالنار" إلا أنها في الحقيقة كرات كهربائية (تشع ضوءا أبيض مائلا للزرقة) تنساب في الهواء حتى تلتصق بجسم ما (كالجدران) فتنفجر بصوت مرعب..
@ وهناك أيضا ظاهرة نزول كرات ثلجية كبيرة يمكنها تدمير البيوت والممتلكات .. وهي تختلف عن النتف الجليدية الناعمة كونها قاسية (كالحجر) ويوازي حجمها "كرة السلة" .. وفي حين يفترض بعض العلماء تشكلها في الغلاف الجوي بطريقة غامضة يرى آخرون أنها نيازك ثلجية صغيرة تنزل من الفضاء الخارجي!!
@ وجميعنا يعرف أن البرق ينزل إلى الأسفل (نحو الأرض) .. غير أن بعض السحب تطلق أيضا صواريخ برقية ملونة (نحو السماء) لا يمكن رؤيتها بدون التواجد فوق السحب بطائرة نفاثة مثلا !
@ وأخيراً: هناك ظاهرة مناخية ماتزال غامضة ويطلق عليها ريش أو شعر الملائكة (Angel hair). وهي تتضمن سقوط كسف زجاجية شفافة تذوب حال لمسها باليد .. وبسبب شكلها الشبيه بأجنحة الطيور يسود اعتقاد بأنها "ريش قديم" تسقطه الملائكة حين ينبت لها "ريش جديد"!.
... في الحقيقة أنا أول من يعترف بأن هذه الظواهر الغريبة لا تقارن بظاهرة (العجاج) التي بدأنا بها المقال .. ولكن كما يقال : ليس من شاهد كمن سمع!.
فهد عامر الأحمدي
جريدة الرياض
الأحد 27-3-1428