تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : تجربة صياد أمريكي مع البحر الأحمر



صيادة الشاطئ
18/04/2007, 03:05 AM
:confused:
قصة اعجتني ..........
هي لصياد أمريكي متيم بالبحر الأحمر يحكي عن تجربته الأولى هناك....
طبعاً من الممتع الوقوف بجانب الأهرام و الإحساس بقوة و عظمة البناء و كذلك زيارة المتاحف و المواقع الأخرى، إلا أن ما أزهلني بحق هو نظرتي الأولى للبحر الأحمر و الإحساس بالإنجذاب اللا إرادي نحو جماله اللا متناهي، أعتقد أن كلمة "أكوا" ظهرت لأول مرة عندما نظر مبتكرها إلى هذا الكيان من المياه السماوية المسمى بالبحر الأحمر، أعتقد أن أي شخص يزور مصر و لا يري هذه التحفة سيفوته الكثير.

الأن دعونا نتكلم عن الصيد، البحر الأحمر يزخر بكمية هائلة من الأسماك و الحياة البحرية مما ذكرني بالصيد في ولاية فلوريدا،حيث أن أغلب خبراتي أكتسبتها من رحلات الصيد في و حول ولاية فلوريدا لذلك لا تستغربوا كثيراً عندما أقول أن الأساليب المتبعة في فلوريدا ستعمل بشكل جيد في البحر الأحمر، على الرغم من أن هناك عادة أشياء أكثر يمكن تعلمها.

يجب علينا الإعتراف بمهارة صيادين البحر الأحمر المحترفين، حيث أنهم لا يملكون القدرات الكافية لإقتناء رابلات و أدوات مثل تلك اللتي بحوزتنا، إلا أنهم بوسائلهم المبتكرة محلياً يستطيعون الإمساك بكميات قياسية من الأسماك (من عندي: الكلام ده كان في 1980 علشان محدش يفهم غلط)، كم تمنيت لو أن أصدقائي الصيادين من مصر لاحت لهم الفرصة لدخول أحد المتاجر العملاقة لدينا المتخصصة في رياضات الصيد و المخيمات، كانوا سيقضون يوماً كاملاً في مشاهدة و معاينة تشكيلة رائعة من الرابلات و الأدوات.

تجربتي مع الكاليماري بدأت عندما دعيت لرحلة مع مجموعة من الصيادين المحترفين في أحد القرى السياحية في مكان في صعيد مصر شمال الحدود السودانية يسمى "مرسى علم"، إذا سنحت لك الفرصة و ذهبت إلى هناك فلا ترمش حيث سيفوتك شيء في الوقت الذي سترمش فيه، و على الرغم أن القرية كانت قديمة نسبياً إلا أن ود الطاقم و مبادرتهم إلى المساعدة أنسوني كل ذلك، حتى أني راودني الإحساس بالذنب لعدم قيامي بأبسط الأشياء مثل تحضير ساندوتش أو كوب من القهوة.

في أول يوم لنا قررنا أننا سنكون بحاجة إلى طعم حي، فأقترح بعض الأصدقاء أن نتوجه لصيد الكاليماري من أحد الشواطيء القريبة.

وصلنا قبل الغروب بحوالي نصف ساعة، و هناك تم إعطائي بكرة من الخيط يتحمل حتى وزن 5 باوند مربوط في طرفة طعم صناعي (شبه Rapala) لونه أخضر براق و عليه خطوط سوداء منحنية و عند الذيل هناك سنون تشبه الشمسية و في وسط الطعم هناك ثقل لكي تحافظ على الرابالا في وضع أفقي أسفل الماء (الراجل بيوصف الرابالا بتاعت الكاليماري كأنها إختراع).

أحد الأصدقاء (غالباً الشوبكي) قال لي عليك بالرمي لأبعد مسافة ممكنة ومن ثم تبدأ بالسحب بشكل بطيء بعد أن تكون الرابالا وصلت للأرض، بشكل طبيعي توقعت أنها ستشتبك بالصخور و الشعب لا محالة إلا أنهم طمئنوني بأن هذا لن يحدث (كانوا محقين!).

قبل غروب الشمس بوقت قليل كان أحد الأصدقاء قد أمسك بأول كاليماري، لقد قامت بثني العود بشكل كبير إلا أن التحدي كان يكمن في أنه لا يمكنه الشكم حتى لا تفلت السنون و بالتالي أخذ في السحب ببطء طوال المسافة حتى الشاطيء ثم ياللروعة.

لقد تفاجئت بمدى بساطة هذا الأسلوب، و في اللحظة اللتى ظننت أن الرابالا قد علقت بالإرض بدأ الأصدقاء في الضحك و قالوا لي عليك بأن تسحب ببطء، و بالفعل بدأت أحس بالشد في الإتجاه المضاد، لقد إستغرق الأمر مني حوالي 3 دقائق لسحب هذه الجميلة اللتي تزن حوالي 2 باوند، لقد إستعدت هذا الإحساس الجميل بتحقيق شيء ما و أصبحت جاهزاً لأي شيء.

بعد الإمساك ب 2 أو 3 كاليماري، أمسكت باللتي أعتقدت أنها الأكبر على الإطلاق، و عند شد هذه الأخيرة نحو الشاطيء، قررت أن تسبب بعض الدمار، فعندما أصبحت بمواجهتي تماماً قررت صب جام غضبها على و بدأت بنفث حبرها الأسود على، و يمكنكم تخيل كيف كان شكلي أمام أصدقائي و أنا أحاول تفادي زخات الحبر المنهمرة على، لابد و أنني ظهرت بمظهر المجنون فأنا لا أريد الإلقاء بالعود أو المنشفة و أصبح الذي يربطني بهذا الشيء هو خيط رفيع إلا أنني تمكنت أخيراً من وضع هذا الحقير على الأرض.

هنا أصبح الأمر بمثابة تحدي لي فقد خسرت التي شيرت الجديد و الذي إمتلأ تماما بذلك الحبر الأسود، و قد كنت أريد إبهار أصدقائي الجدد بهذا التيشرت الجديد، فأصبحت أزرع الشاطيء ذهاباً و إياباً بحثاً عن الكاليماري و لا تنسوا أنه لا كاليماري بعد غروب الشمس (ده كلامه) فبالتالي أصبحت في عجلة من أمري و هناك ثأر يجب تسويته، أما أصدقائي فقد أكتفوا بالجلوس و متابعتي و هم يضحكون.

عندما إنتهيت كنت قد حصلت على حوالي 16 كاليماري، لقد أحسست بأنني قد عوضت عن التي شيرت المدمر و كسبت إحترام أصدقائي الصيادين حتى أنهم أطلقو على لقب "صائد الكاليماري" لهذه الرحلة.

في الحقيقة لقد قدمت خدمة رائعة بالإستمرار في صيد الكاليماري طوال العشرة أيام، حيث أن هذا الطعم أبلى بلاءً حسنا سواء في الجر أو التسقيط فأمسكنا بكميات ممتازة من الأسماك من مختلف الأنواع و في النهاية صنعنا وجبة من أكبر كاليماري.

لقد إستمتعت كثيراً بهذه الرحلة، حتى أنني لم أكف عن الإلحاح على أصدقائي كي يصحبونني إلى هناك مرات أخرى، يومها بدأت تجربتي مع البحر الأحمر، و عندما أتذكر هذه الأيام تعاودني الرغبة في الذهاب، عندما أحكي عن تجربتي أشعر و كأنني عدت إلى هناك مرة أخرى، و أتذكر تلك اللحظات اللتي شعرت فيها باالطبيعة و أعتقد أن عندي رصيد من القصص اللتي عشتها هناك تجعلني أشعر بسعادة غامرة كلما تذكرتها.

و كنت أحب أن أشارككم إياها كلها، و تمنيت لو إستطعت أن أكون بصحبتكم في رحلة إلى البحر الأحمر حتى تشعروا بأنفسكم بما شعرت به، و أنا متأكد أنكم ستشعرون بنفس المشاعر، أما الأن فلندع هذه المهمة لقصة صيد قديمة.



دمتم بخير..

الغوااااص
18/04/2007, 03:13 AM
يعطيك العافية على الموضوع هذا ويسرني اكوون اول من يكتب لك واتمنى تواصلك الدائم ولك جزيل الشكر ،،،،

القبقب
18/04/2007, 04:17 AM
التي شيرت الجديد و الذي إمتلأ تماما بذلك الحبر الأسود،
هذه العباره مؤثرة جدا لانى لم أشاهد الحبر منذ أكثر من سنتين
والسبب المنطقة التى أصطاد فيها الحبار أصبحت محاطه بجدار مثل جدار برلين بالضبط
وتحولت الى مطار دولى ضخم وأصبحت أشاهد الطائرات وأتضايق من هدير محركاتها
المزعجة وأصبحت المنطقة ملوثة بوقود الطائرات السامه المضرة جدا بالبيئة بعد أن كانت ذات طبيعة
خلابة حسبى الله على هذا الزمن زمن الماده فوق كل أعتبار ومن دون أى اعتبار وسلامى للحبار المدفون تحت المطار.
وشكرا يا صيادة الشاطئ على موضوعك الشيق .

ابوتركي1
18/04/2007, 08:17 AM
الله يعطيك العافيه علي المجهود والقصه وماقصرت00000

الغزال الشارد
18/04/2007, 08:38 AM
مشكورة صيادة الشاطيء على موضوعك الجميل والله يعطيك العافية

بوأحمد_
18/04/2007, 09:31 AM
الله يعطيك العافيه موضوعك حلو

jwan
18/04/2007, 10:17 AM
مشكورة بداية جيدة موفقة

bahri
18/04/2007, 10:06 PM
موضوع جميل ومجهود نشكرك عليه