الفيفي
25/04/2007, 01:16 PM
منقول من موقع مسعود الفيفي
:D
في عام 1389هـ نزلت بنا في جبل فيفاء سنة جفاف وقحط شديد, الجاء الاهالي الى حفر مزيد من الابار والمناهل للوفاء بمتطلبات الناس والحيوان من مياه الشرب, ولكن المناهل الجديدة نضبت ايضا وكان النساء يحملن الماء على ظهورهن من مسافات قد تصل الى عشرات الكيلو مترات من وادي جوراء او ضمد في قرب من جلودالماعز وهي تزن بين الخمسين والستين كيلو جراما تحملها المرأة معترضة على الظهر بحبلين من فوق الكتفين وتصعد بها الجبل , وقد كنت اقضي معظم الليالي سهرانا احرس بعض المناهل القريبة خشية سرقة الماء القليل الذي يوزع كل صباح وكنت اسمع بعض النساء اللاتي اتين من وادي (جورا) يبكين وينتحبن لاسباب عدة فبعضهن انشقت قربتها وفقدت الماء, والبعض يبكين من التعب والجوع , وأخرى تبكي على رضيعها الذي لم تره الا قبل يوم أويوم وليله ولا تدري احي هو أم قضى عليه العطش , فكنت أحزن لهذا حزنا شديدا فابكي ولكن بصمت اذ ليس (باليد حيله) ويوم بعد يوم تشتد المحنه , ولا يبقى خضراء في جبل فيفاء كله , ويتحول الجبل كله الى كتلة حمراء لان الجبل كان مغطى بالغابات فتحولت الاشجار من اللون الأخضر الى الأحمر بعد جفافها!! , ثم بعد ان كانت التربه قد تصلبت بفعل الجفاف عادت مع اشتداد القحط فتفككت الروابط بينها, فاصبح الانسان تسيخ قدماه في اي مكان , ولهذا بدأت صخور الجبل تتساقط والاشجار القائمة تهوى , وفي النهاية نضب الماء من وادي جوراء وضمد
الا من قليل منتن يتجمع بعد الحفر المضني ,اما مناهل الجبل فقد جفت تماما (ولا قطره) وصار الموت عطشا هو الشبح المهيمن على الجميع ,اذ لا سيارات تنقل الناس الى اماكن تواجد الماء والجمال والحمير المتبقية بحاجة الى الماء لتنتقل من مكان الى آخر, اما ان ينتقل الانسان مشيا على الأقدام فهذا هو المستحيل, لاننا لا نعلم اين اقرب مكان يوجد به الماء , ولا في اي الاتجاهات , وكان الاستسلام للقدر هو كل ما في الوسع , وبعد ان حل اليأس بساحتنا , واسقط في ايدينا , طلعت من منزلي في أحدى الليالي , (بعد منتصف الليل تقريبا) لاننى لم اقدر على النوم لفرط الهم , فقد كنت افكر في ابنائي وزوجتى ماذا سيكون مصيرهم , اذا استمر الحال, فمشيت على ضؤ القمر حوالى نصف كيلو , ثم عدت وقد اقترب الصبح, فجلست في بعض الطريق قرب منهل ماء قديم يعرف عندنا بـ(الفقوة) لا يبعد عن المنزل الا ما يقارب 200 متر , وكان منحوت في الصخر الصابونى بعمق مترين وامتداد للداخل مثلها, وعرضه متر ونصف , وهذا المنهل لا يعرف احد من الأحياء من حفره؟ , ولا يعرف احد هل كان فيه ماء أم لا ؟ , وكنا نسأل الشيوخ هل كان في هذا المنهل ماء في يوم من الايام ؟ فيقولون انه لا ماء فيه على الاطلاق, وقد كانت طريق النصف الاعلى من جبل فيفاء تاتى من فوقه مباشرة , فلا يفصل الماشي فوقه عن الوقوع فيه الا حجر مستطيل رقيق ممدد فوق المنهل تأتى الطريق من فوقه , وفي تلك الليلة وأنا عائد الى منزلي جلست بالقرب من المنهل في سكون آخر الليل , فسمعت صوتا من داخل المنهل ,لم أقدر على معرفة كنهه , فقلت في نفسي هذا صوت حيوان صغير أو حشرة , لكنني تذكرت انه لم يعد يوجد حيوانات من أي حجم, فقد مات كل شئ , ماتت الحشرات ثم ماتت الحيوانات الصغيرة ثم الكبيرة , ولا يوجد الان الا بعض الحيونات الاليفة التى امكنها الاغتذاء على الصبار اليابس , وامكنها الحصول على بعض الماء الذي قدم لها , اما الحيوان المتوحش( البري) فقد هلك , الا ان كان هجر الجبل الى اماكن بعيده , كان الصوت الذي سمعته يشبه صوت تنقيط الماء في الماء , وكان منتظما, فخفت الأقتراب من مصدر الصوت , فاخذت حجرا ورميته في المنهل فسمعت رشاش ( الماء) فظننت ان عقلى ذهب بفعل الضروف المحيطه ,واننى اتخيل ما ليس موجود, فربطت قطعة من ملابسي في طرف العصا وغمستها في المنهل وجريت بها الى منزلي لاسأل اهلى وابنائي هل هي مبلولة بالماء ام انني اتخيل ذلك ولا طمئن على نفسي , فكانت المفاجئة , لقد كان ماء فعلا , فأخذنا كل ما يوجد في البيت من آنية وقرب , وذهبنا جميعا الى المنهل وملأناها بالماء العذب , وقد كان قليل الا انه كان صافيا, نظيفا, عذبا, وعندما طلع الصبح كنا قد اكتفينا من الماء , فصليت الصبح ورجعت الى المنهل لأراه مع اول انوار الصباح , وقد كان مارئيته لا يصدقه عقل ولا يخطر على بال , وخاصة في تلك الضروف , بمجرد الاقتراب من منطقة المنهل , سمعت صوت الماء يغادر المنهل على شكل شلال هادر!!!!! فاقتربت اكثر لأتأكد اكثر . لقد كان الماء فعلا , لقد كانت الحياة , لقد بعثنا من الموت !!! , وفي خلال دقائق كان الماء ينهمر من اسفل الشعب , فصحت في الناس, واخبرتهم الخبر فالبعض صدق والبعض لم يصدق , ولكن الكل حضر ورؤوا ما رئيت وعاشوا ماعشت , وتجمع الناس من كل حدب وصوب حول هذا المنهل وشربوا وارتووا وارووا ماشيتهم , ونسي الناس كل المعاناة التى مضت, واستمر القحط والجفاف ولكن الماء وفير وفير!!! وفي ظهر أحد الايام ارتفعت سحابة من ناحية الغرب , كانت سحابة مخيفه , كانت حمراء اللون قانية تميل الى السواد !!! فارتفعت حتى عمت السماء في لحظات وتكثفت حتى هبط الظلام الاحمر المخيف قرب العصر من ذلك اليوم ( كان يوم الاثنين) ومع انه لم يكن يوم الجمعة فقد خشينا انها الساعة , ثم انهمر المطر بغزارة غير معهودة حتى خشينا الهلاك, ثم توقفت المطر قرب منتصف نفس الليلة وانقشحت السحب , ولزمنا البيوت خشية الانزلاقات الارضية والصخور المتساقطة , واصبح اليوم التالي مشمسا جميلا, وذهبت آخر النهار الى (المنهل) فرئيت العجب!! , ليس فيه الا ما يقارب ربع المتر ماء عكر من مطر الأمس!!!! يا الهي!!!! سبحان الله !!! اين ذهب الماء الزلال الغزير الذي كان بالامس يجري الى اسفل الشعب !!!! سبحان الله القادر على كل شئ !!!! , رجعت الى بيتى واخبرتهم الخبر , واخبرت الناس فكان التعليق( لا اله الا الله )( سبحان الله) وفي يوم ا لأربعاء التالي ارتفعت سحابة مشابهة للتى يوم الاثنين الماضي , وانهمرت السماء كافواه القرب, الا انه في هذا اليوم ( سقطت بعض المنازل وتوفي بعض الناس تحت الانقاض رحمهم الله تعالى ) , وذهبت الى المنهل في اليوم التالي ولم أجد فيه الا رمل مبلول ( لقد انتهت الازمة ورجعت المياه الى المناهل المعتادة ولسنا الان في حاجة الى هذا )(المنهل) اللهم لك الحمد كما انعمت علينا , اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك !؟!؟
اما الان فأن ذلك المنهل( المعجزة) يستقر( في وادي امرواحي) تحت آلاف الاطنان من الطين والحجارة التى لفضها مشروع الطريق العام في فيفاء, ولكنه سيبقى في الذاكرة , وسنذكر قدرة الله المقتدرة كلما ذكرناه
وسيبقى السؤال المحير بل الاسئلة:
من حفر ذلك المنهل الصغير؟
لماذا ضل مئات السنين بل ربما آلاف السنين , ليس فيه قطرة ماء واحدة؟
هل كان الهدف منه ومن وجوده تلك المعجزة فقط ثم ينتهي دوره و يدفن دون سواه؟
سبحان الله !!!.
:D
:D
في عام 1389هـ نزلت بنا في جبل فيفاء سنة جفاف وقحط شديد, الجاء الاهالي الى حفر مزيد من الابار والمناهل للوفاء بمتطلبات الناس والحيوان من مياه الشرب, ولكن المناهل الجديدة نضبت ايضا وكان النساء يحملن الماء على ظهورهن من مسافات قد تصل الى عشرات الكيلو مترات من وادي جوراء او ضمد في قرب من جلودالماعز وهي تزن بين الخمسين والستين كيلو جراما تحملها المرأة معترضة على الظهر بحبلين من فوق الكتفين وتصعد بها الجبل , وقد كنت اقضي معظم الليالي سهرانا احرس بعض المناهل القريبة خشية سرقة الماء القليل الذي يوزع كل صباح وكنت اسمع بعض النساء اللاتي اتين من وادي (جورا) يبكين وينتحبن لاسباب عدة فبعضهن انشقت قربتها وفقدت الماء, والبعض يبكين من التعب والجوع , وأخرى تبكي على رضيعها الذي لم تره الا قبل يوم أويوم وليله ولا تدري احي هو أم قضى عليه العطش , فكنت أحزن لهذا حزنا شديدا فابكي ولكن بصمت اذ ليس (باليد حيله) ويوم بعد يوم تشتد المحنه , ولا يبقى خضراء في جبل فيفاء كله , ويتحول الجبل كله الى كتلة حمراء لان الجبل كان مغطى بالغابات فتحولت الاشجار من اللون الأخضر الى الأحمر بعد جفافها!! , ثم بعد ان كانت التربه قد تصلبت بفعل الجفاف عادت مع اشتداد القحط فتفككت الروابط بينها, فاصبح الانسان تسيخ قدماه في اي مكان , ولهذا بدأت صخور الجبل تتساقط والاشجار القائمة تهوى , وفي النهاية نضب الماء من وادي جوراء وضمد
الا من قليل منتن يتجمع بعد الحفر المضني ,اما مناهل الجبل فقد جفت تماما (ولا قطره) وصار الموت عطشا هو الشبح المهيمن على الجميع ,اذ لا سيارات تنقل الناس الى اماكن تواجد الماء والجمال والحمير المتبقية بحاجة الى الماء لتنتقل من مكان الى آخر, اما ان ينتقل الانسان مشيا على الأقدام فهذا هو المستحيل, لاننا لا نعلم اين اقرب مكان يوجد به الماء , ولا في اي الاتجاهات , وكان الاستسلام للقدر هو كل ما في الوسع , وبعد ان حل اليأس بساحتنا , واسقط في ايدينا , طلعت من منزلي في أحدى الليالي , (بعد منتصف الليل تقريبا) لاننى لم اقدر على النوم لفرط الهم , فقد كنت افكر في ابنائي وزوجتى ماذا سيكون مصيرهم , اذا استمر الحال, فمشيت على ضؤ القمر حوالى نصف كيلو , ثم عدت وقد اقترب الصبح, فجلست في بعض الطريق قرب منهل ماء قديم يعرف عندنا بـ(الفقوة) لا يبعد عن المنزل الا ما يقارب 200 متر , وكان منحوت في الصخر الصابونى بعمق مترين وامتداد للداخل مثلها, وعرضه متر ونصف , وهذا المنهل لا يعرف احد من الأحياء من حفره؟ , ولا يعرف احد هل كان فيه ماء أم لا ؟ , وكنا نسأل الشيوخ هل كان في هذا المنهل ماء في يوم من الايام ؟ فيقولون انه لا ماء فيه على الاطلاق, وقد كانت طريق النصف الاعلى من جبل فيفاء تاتى من فوقه مباشرة , فلا يفصل الماشي فوقه عن الوقوع فيه الا حجر مستطيل رقيق ممدد فوق المنهل تأتى الطريق من فوقه , وفي تلك الليلة وأنا عائد الى منزلي جلست بالقرب من المنهل في سكون آخر الليل , فسمعت صوتا من داخل المنهل ,لم أقدر على معرفة كنهه , فقلت في نفسي هذا صوت حيوان صغير أو حشرة , لكنني تذكرت انه لم يعد يوجد حيوانات من أي حجم, فقد مات كل شئ , ماتت الحشرات ثم ماتت الحيوانات الصغيرة ثم الكبيرة , ولا يوجد الان الا بعض الحيونات الاليفة التى امكنها الاغتذاء على الصبار اليابس , وامكنها الحصول على بعض الماء الذي قدم لها , اما الحيوان المتوحش( البري) فقد هلك , الا ان كان هجر الجبل الى اماكن بعيده , كان الصوت الذي سمعته يشبه صوت تنقيط الماء في الماء , وكان منتظما, فخفت الأقتراب من مصدر الصوت , فاخذت حجرا ورميته في المنهل فسمعت رشاش ( الماء) فظننت ان عقلى ذهب بفعل الضروف المحيطه ,واننى اتخيل ما ليس موجود, فربطت قطعة من ملابسي في طرف العصا وغمستها في المنهل وجريت بها الى منزلي لاسأل اهلى وابنائي هل هي مبلولة بالماء ام انني اتخيل ذلك ولا طمئن على نفسي , فكانت المفاجئة , لقد كان ماء فعلا , فأخذنا كل ما يوجد في البيت من آنية وقرب , وذهبنا جميعا الى المنهل وملأناها بالماء العذب , وقد كان قليل الا انه كان صافيا, نظيفا, عذبا, وعندما طلع الصبح كنا قد اكتفينا من الماء , فصليت الصبح ورجعت الى المنهل لأراه مع اول انوار الصباح , وقد كان مارئيته لا يصدقه عقل ولا يخطر على بال , وخاصة في تلك الضروف , بمجرد الاقتراب من منطقة المنهل , سمعت صوت الماء يغادر المنهل على شكل شلال هادر!!!!! فاقتربت اكثر لأتأكد اكثر . لقد كان الماء فعلا , لقد كانت الحياة , لقد بعثنا من الموت !!! , وفي خلال دقائق كان الماء ينهمر من اسفل الشعب , فصحت في الناس, واخبرتهم الخبر فالبعض صدق والبعض لم يصدق , ولكن الكل حضر ورؤوا ما رئيت وعاشوا ماعشت , وتجمع الناس من كل حدب وصوب حول هذا المنهل وشربوا وارتووا وارووا ماشيتهم , ونسي الناس كل المعاناة التى مضت, واستمر القحط والجفاف ولكن الماء وفير وفير!!! وفي ظهر أحد الايام ارتفعت سحابة من ناحية الغرب , كانت سحابة مخيفه , كانت حمراء اللون قانية تميل الى السواد !!! فارتفعت حتى عمت السماء في لحظات وتكثفت حتى هبط الظلام الاحمر المخيف قرب العصر من ذلك اليوم ( كان يوم الاثنين) ومع انه لم يكن يوم الجمعة فقد خشينا انها الساعة , ثم انهمر المطر بغزارة غير معهودة حتى خشينا الهلاك, ثم توقفت المطر قرب منتصف نفس الليلة وانقشحت السحب , ولزمنا البيوت خشية الانزلاقات الارضية والصخور المتساقطة , واصبح اليوم التالي مشمسا جميلا, وذهبت آخر النهار الى (المنهل) فرئيت العجب!! , ليس فيه الا ما يقارب ربع المتر ماء عكر من مطر الأمس!!!! يا الهي!!!! سبحان الله !!! اين ذهب الماء الزلال الغزير الذي كان بالامس يجري الى اسفل الشعب !!!! سبحان الله القادر على كل شئ !!!! , رجعت الى بيتى واخبرتهم الخبر , واخبرت الناس فكان التعليق( لا اله الا الله )( سبحان الله) وفي يوم ا لأربعاء التالي ارتفعت سحابة مشابهة للتى يوم الاثنين الماضي , وانهمرت السماء كافواه القرب, الا انه في هذا اليوم ( سقطت بعض المنازل وتوفي بعض الناس تحت الانقاض رحمهم الله تعالى ) , وذهبت الى المنهل في اليوم التالي ولم أجد فيه الا رمل مبلول ( لقد انتهت الازمة ورجعت المياه الى المناهل المعتادة ولسنا الان في حاجة الى هذا )(المنهل) اللهم لك الحمد كما انعمت علينا , اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك !؟!؟
اما الان فأن ذلك المنهل( المعجزة) يستقر( في وادي امرواحي) تحت آلاف الاطنان من الطين والحجارة التى لفضها مشروع الطريق العام في فيفاء, ولكنه سيبقى في الذاكرة , وسنذكر قدرة الله المقتدرة كلما ذكرناه
وسيبقى السؤال المحير بل الاسئلة:
من حفر ذلك المنهل الصغير؟
لماذا ضل مئات السنين بل ربما آلاف السنين , ليس فيه قطرة ماء واحدة؟
هل كان الهدف منه ومن وجوده تلك المعجزة فقط ثم ينتهي دوره و يدفن دون سواه؟
سبحان الله !!!.
:D