المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأمطار في القرأن الكريم



صوت الرعد2007
11/05/2007, 05:12 PM
http://www.mekshat.com/pix/upload/images35/mk46448_0148.gif



قال تعالى (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاء مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاء وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاء يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ)



صدق الله العظيم





وقد تحدثنا من قبل عن الهواء والماء ، ولكن هناك علاقة بينهما ، وفي هذه العلاقة مصير الإنسان ، فالهواء من شأنه أن يتحمل بخار الماء ، وتحمُّل الهواء لبخار الماء بنسب متفاوتة ، فهذه النسب تتعلق بحرارة الهواء ، فمثلا لو أن مترا مكعبا من الهواء كانت حرارته 30 لتحمل 150غ من الماء ، فإذا برد الهواء تخلى عن بخار الماء الذي يحمله ، وهذا مبدأ الأمطار ، وأشعة الشمس مسـلطة على مساحات شاسعة من الماء ، وربنا عز وجل حينما جعل البحار نسبتها 71 % من سطح الأرض ، و29 % يابسة ، فهذه النسبة ليست عبثاً ، فلولا أن مساحة البحار تعادل أربعة أخماس اليابسة لما أمكنت الحياة على اليابسة ، فهذه المساحات الهائلة من البحار تأتيها الشمس ، فتأخذ شيئا منها على شكل بخار ماء ، وقد تسهم الرياح الساريات بنقل جزء من ماء البحر إلى الهواء .

وعلى كلٍ : فالهواء يتحمل بخار الماء ، والهواء ساخن ، وأشعة الشمس تسخن مياه البحر ، فتتبخر ، ويحملها الهواء ، والهواء إذا سخن ارتفع نحو الأعلى ، وكلما ارتفعنا 150 متراً تقل الحرارة درجة واحدة ، فكلما ارتفع الهواء المحمل ببخار الماء نحو الأعلى برد ، وإذا برد انعقدت السحب ، فما السحب ؟ إنها هواء مشبع ببخار الماء ، برد الهواء ، فتخلى عن جزء من بخار الماء ، وهذا الجزء انعقد سحاباً ، وبقي عالقاً في الهواء ، فإذا برد أكثر فأكثر بلغ حد الندى ، فيصبح السحاب قطرات من الماء ، وهذا تبسيط جداً للأمطار ، ولكن هناك نظريات أعقد ، وأعقد من ذلك ، وعلى كل فهذا الهواء يحمل بخار الماء ، وكلما زادت درجة الحرارة ازدادت قدرته على تحمل بخار الماء ، وكلما قلت هذه الدرجة تخلى عن الماء الزائد ، فربنا عز وجل يقول : ]أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا[ ، فمعنى يزجي أي يسوق السحاب ، فيتشكل فوق البحار ، فمن يسـوقه إلى اليابسة ؟ إنه الله سبحانه وتعالى ، وكيف يسوقه ؟ عن طريق الرياح ، فالله سبحانه وتعالى يبعث رياحاً تسوق هذه السحب إلى الأراضي العطشى ، ]ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ[ ، فبخار الماء العالق في الهواء لا تراه أنت ، لكن لأوضاع متعددة ، تتألف هذه الذرات فيما بينها ، وتشكل السحب ، وهذه السحب تحمل أطناناً من الماء ، فالسحابة الواحدة التي طولها سبعة كيلو مترات ، وارتفاعها أربعة أو خمسة كيلو مترات ، هناك من يقدِّر أنها تحمل أربعين طناً من الماء ، ماء يسير في الهواء ، يسوقه الله حيث يشاء ، فالله عز وجل يقول : ]أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ[ ، بخار الماء له حالات ، حالة لا يرى بها ، وهو عالق في الهواء ، وحالة يكون سحاباً ، وحالة يصبح ماءً ، وهذا مبدأ الأمطار ، فإذا قلنا : هبط في دمشق 30 ملم ، أي 3 سم ، فلو أن هذه الكمية عممت على القطر بحساب بسيط ، هناك خمسة مليارات طن من الماء نزلت إلى القطر ، وإذا سمعنا بالأخبار أنه بالمكان الفلاني نزل 30 ملم ، فهذه مياه كثيرة جدا ، ]ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا[ .

وعلماء الجغرافيا يعرفون السحب الركامية بأنها السحب الممطرة ، ومياه الأمطار لا تنعقد إلا من السـحب الركامية ، وربنا عز وجل قال : ]وَيُنَزِّلُ مِنْ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ[ ، فهذا الوصف غريب ، لكن الذين ركبوا الطائرات اليوم يرون السحب ، وكأنها جبال ، والطائرات تطير على ارتفاع 40000 قدم ، وهذه المسافة فوق السحاب ، فلو أطل الراكب ، ونظر إلى السحاب من نافذة الطائرة يرى السحاب وكأنه جبال ، وبشكل دقيق فهذه الصورة عرفها الإنسان بعد أن ركب الطائرة [أَلَمْ تَرَى أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ] ، الودق هو البرق ، فهذه السحب بعضها مشحون بالكهرباء الموجبة ، وبعضها بالكهرباء السالبة ، فهناك سحابة واحدة بعضها مشحون سالبا ، وبعضها مشحون موجبا ، وهناك سحب متنوعة ، بعضها مشحون شحنة سلبية ، وبعضها مشحون شحنة إيجابية ، إذا تلاقت هذه السحب يحدث ما يسمى بالانفراغ ، هذا البرق هو من نتائج تلاقي السحب ذات الشحنات المتفاوتة ، ويقولون : إن حرارته ، أي البرق 40 ألف درجة .. [فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنْ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ] .

البرق ، أولا : حينما تلتقي السحابتان ذات الشحنات المتباينة السلبية والإيجابية يحدث شرارة كهربائية ، هذه الشرارة هي البرق ، حرارتها 40 ألف ، فدرجة هذه إذا أصابت شيئا أحرقته ، وتسمى الصاعقة ، فما هو الرعد ؟ حينما تُسيّر هذه الشرارة الهواء يتمدد ، ويحدث وراءها فراغ ، وحينما يعود الهواء ليملأ هذا الفراغ ، فصوت ارتطام الهواء بعضه ببعض هو ما يسمى بالرعد ، وأصوات الرعد كما تعرفون أصوات مخيفة ..[فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنْ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ] .

فجبال حينما تنعقد حبة المطر ، وإذا انعقدت في جو بارد تصبح حبة من البرد ، وحبة البرد قد تصل إلى حجم البرتقالة ، ولو لا لطف الله عز وجل في تمريرها من خلال طبقات الهواء الساخن فتذوب لكان البرد مصيبة من أكبر المصائب ، ولكن الله عز وجل يلطف هذه الحبة من البرد حتى تغدو في حجم الحمصة ، أو دون ذلك ، وعلى قوله تعالى : [وَيُنَزِّلُ مِنْ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ] ، فربنا عز وجل عبر عن عظم حجم الماء الذي ينزل من السماء بكلمة : [مِنْ جِبَالٍ] ، وعبر عن عظم الكمية بكلمة جبال ، وعبر عن شكل السحب الركامية ، وهي بعضها فوق بعض ، والذي يراها راكب الطائرة ، وكأنها جبال ، فتشبيه السحب بالجبال من زاويتين ، من زاوية حجم الماء الذي تحمله ، ومن زاوية الشكل الذي يبدو للناظر فيه شيئا آخر ، فنهر من أنهر العالم هو نهر الأمازون ، غزارته تساوي 300 ألف متر مكعب في الثانية ، وهذا النهر ليس له نبع إنما هو مياه الأمطار ، تتجمع في بعض الوديان ، فهذا نهر واحد من آثار مياه الأمطار ، مع أن هذا النهر لا ينبع من الأرض ، إنما تتجمع مياهه من السطوح التي تنحدر منها الوديان ، إذاً فتشبيه ربنا عز وجل حجم الماء بقوله : [مِنْ جِبَالٍ] تشبيه بليغ ، حيث إن حجم الماء يشبه حجم الجبال ، وإن شكل هذه السحب الركامية يشبه الجبال إلى حد بعيد ..[وَيُنَزِّلُ مِنْ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ] .

فلو اطلعت على النشرة الجوية تقرأ دمشق 30 ملم ، ودرعا 17 ، وحمص 50 ، وطرطوس 70 ، وهنا 3 ملم ، وهناك 2 ملم ، فتجد تفاوتاً ، فربنا عز وجل يصيب به من يشاء ، ويصرفه عن من يشاء ، وقد نزل هذا الماء ، وسماه غيثا ، لأنه يغيث الأرض ، ]يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ[ ، فهذا البرق من شدة اللمعان ربما يأخذ البصر ، وهذه إشارة إلى أن الضوء المبهر من شأنه أن يؤذي الشبكية ، ]يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ[ ، ومن النصائح الطبية ألاّ يديم الإنسان النظر إلى منبع ضوئي متألق ، لأن هذا يسبب له تخرشا في الشبكية ، ]يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ*يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُوْلِي الْأَبْصَارِ[ .




(منقول للفائدة)

صالح الربيعان "برق السناف"
11/05/2007, 05:21 PM
ياهلا وغلا بأجمل معرف في مكشات [صوت الرعد ] الله يعافيك على هذا الموضوع العلمي وعلى هذا السياق القرآني الجميل في وصف المطر وننتظر منك ماهو جديد وبالتوفيق

مرفــأ
11/05/2007, 08:33 PM
موضوع جميل تشكر عليه

snow man
11/05/2007, 10:14 PM
مشكور اخي.... وجزاكم الله كل خير

قلب الداهيه
11/05/2007, 10:41 PM
معلومات مفيدة أخي صوت الرعد
مشكور وما قصرت 00

المميـز
12/05/2007, 12:24 AM
مشكور على الموضوع الجميل

النصوح
12/05/2007, 01:37 AM
جزاك الله خير 00موضوع رائع ومفيد

عقـــــــــاب
12/05/2007, 05:36 AM
جزاك الله خيرا

مأجمل الكلام العلمي الموثوق بالأدله القرآنيه ..فهو من أجمل مايقرأ..

صوت الرعد2007
15/05/2007, 12:03 AM
الأخوة : برق السناف.مرفأ.قلب الداهية.عقاب.المميز النصوح.snow man

أشكركم على المرور ولكم مني جزيل الشكر التقدير