جرير
11/06/2007, 10:15 AM
ابن زريق البغدادي شاعر عباسي لا يعرف عن حياته الكثير
لم يروى له سوي قصيده واحده لكنها من عيون الشعر العربي ويقال انها وجدت بعد موته تحت وسادته.
وسميت باليتيمه .
وقد اشتهر بهذه القصيدة الرائعة التي يودع فيها زوجته
ويتذكرها في غربته ويندم على فراقها أشد الندم.
فقد أراد الهجرة إلى الأندلس لعله يكسب مالا
رغم انه كان سعيدا في حياته ولكنه طمع الدنيا
كما ذكره في قصيدته،
ولكن زوجته رجته مدراراً ألا يسافر ويتركها فرفض
وأصر وسافر بعيداً إلى الأندلس
ويبدوا ان السبل تقطعت به هناك فلم يستطع العوده
حتى وافاه الاجل في غربته بالأندلس سنة 420هـ
فقال فيها هذه القصيدة اليتيمة والفريدة في مشاعرها
وإنسانيتها وجمالها الفني .
وهي قصيدة طويلة جميلة تحتوي علي الكثير من الحكم
والبلاغه والندم علي الطمع
والتوجد علي علي الزوجه والاهل
ومن واقع تجربه مريره مر بها
يقول ابن زريق:
استودع الله في بغداد لي قمراً=بالكَرخِ من فلكِ الأزرار مطلعُهُ
ودّعتُهُ وبودّي أن يودّعني=طيبُ الحياة وأنّي لا أودّعُهُ
وكم تشبَّث بي يومَ الرحيل ضحىً =وادمعي مستهلاّتٌ وأدمعُهُ
لا أكذبُ الله ثوبُ الصبر منخَرقٌ=عني بفرقتِهِ لكن أرقّعُهُ
إنّي أوسّعُ عذري في جنايتِهِ=بالبين عنه وجرمي لا يوسعُهُ
رزقت ملكاً فلم أحسن سياستَهُ =وكلُّ من لا يسوسُ الملكَ يخلعُهُ
ومن غدا لابساً ثوبَ النعيم بلا =شُكرٍ عليه فإنَّ اللهَ ينزعُهُ
لا تعذليه فإنَّ العذل يولعُهُ=قد قلتِ حقّاً ولكن ليس يسمعُهُ
جاوزتِ في لومِهِ حدّاً أضرَّ بِهِ=من حيثُ قدّرت أن اللوم ينفعُهُ
فاستعملي الرفق في تأنيبه بدلاً=من عذله فهو مضنَى القلب موجعُهُ
قد كان مضطلعاً بالخطبِ يحملهُ=فضيّقت بخطوب الدهر أضلعُهُ
يكفيهِ من لوعة التشتيت أنّ لهُ =من النوى كلّ يومٍ ما يروّعُهُ
ما آبَ من سفرٍ إلاّ وأَزعَجَهُ =رأيٌ إلى سَفَر بالعزم يزمعُهُ
كأنما هو في حلّ ومرتَحَلٍ =موكّلٌ بفضاء الله يذرعُهُ
وما مجاهدةُ الإنسان توصلُهُ=رزقاً ولا دَعَةُ الإنسان تقطعُهُ
قد وزّع اللهُ بينَ الخلق رزقهُمُ=لم يخلق اللهُ من خلق يضيعُهُ
لكنهم كلفوا حرصاً فلست ترى =مسترزقاً وسوى الغايات تقنعُهُ
والحرص في الرزق - والأرزاقُ قد قسمت=بغيٌ ألا أن بغيَ المرء يصرعُهُ
" اعتضتُ من وجه خلّي بعد فرقتِهِ =كأساً أجرَّع منها ما أجرّعُهُ
كم قائلٍ لي ذُقتَ البينَ؟ قلتُ له=الذنبُ والله ذنبي لستُ أدفعُهُ
ألا أقمتُ فكانَ الرُّشدُ أجمعُهُ=لو أنني يومَ بان الرشدُ أتبعُهُ
إني لأقطعُ أيامي وأنفذها =بحسرةٍ منهُ في قلبي تُقَطِّعُهُ
بامَن إذا هَجَعَ النُّوَّامُ بتُّ لهُ=- بلوعةٍ منهُ - ليلي لستُ أَهجعُهُ
لا يطمئنُّ لجنبي مَضجعٌ وكذا=لا يطمئنُّ له مذ بنتُ مَضجَعُهُ
ماا كنت أحسبُ أنّ الدهرَ يفجعني=بِهِ ولا أنّ بي الأيامُ تفجعُهُ
حتى جرى البينُ فيما بيننا بيدٍ=عسراءَ تمنعني حظّي وتمنعُهُ
قد كنتُ من ريب دهري جازعاً فرقاَ=فلم أوقَّ الذي قد كنتُ أَجزعُه
بالله يا منزلَ العيش الذي دَرَسَت=آثارُهُ وَعفَت مُذ بِنتُ أربعُهُ
هلِ الزمانُ معيدٌ فيكَ لذَّتنا=أم الليالي التي أَمضتهُ ترجعُهُ؟
في ذمَّة الله من أصبحتَ منزلهُ=وجادَ غيثٌ على مغنَاك يمرعُهُ
يامَن عندَه لي عهدٌ لا يضيّعُهُ=كما له عهدُ صدقٍ لا أُضيِّعُهُ
يامَن يصدِّع قلبي ذكرَهَ وإذا =جرى على قلبِهِ ذكري يصدّعُهُ
عسى الليالي التي أضنت بفرقتنا =جسمي ستجمعني يوماً وتجمعُهُ
لم يروى له سوي قصيده واحده لكنها من عيون الشعر العربي ويقال انها وجدت بعد موته تحت وسادته.
وسميت باليتيمه .
وقد اشتهر بهذه القصيدة الرائعة التي يودع فيها زوجته
ويتذكرها في غربته ويندم على فراقها أشد الندم.
فقد أراد الهجرة إلى الأندلس لعله يكسب مالا
رغم انه كان سعيدا في حياته ولكنه طمع الدنيا
كما ذكره في قصيدته،
ولكن زوجته رجته مدراراً ألا يسافر ويتركها فرفض
وأصر وسافر بعيداً إلى الأندلس
ويبدوا ان السبل تقطعت به هناك فلم يستطع العوده
حتى وافاه الاجل في غربته بالأندلس سنة 420هـ
فقال فيها هذه القصيدة اليتيمة والفريدة في مشاعرها
وإنسانيتها وجمالها الفني .
وهي قصيدة طويلة جميلة تحتوي علي الكثير من الحكم
والبلاغه والندم علي الطمع
والتوجد علي علي الزوجه والاهل
ومن واقع تجربه مريره مر بها
يقول ابن زريق:
استودع الله في بغداد لي قمراً=بالكَرخِ من فلكِ الأزرار مطلعُهُ
ودّعتُهُ وبودّي أن يودّعني=طيبُ الحياة وأنّي لا أودّعُهُ
وكم تشبَّث بي يومَ الرحيل ضحىً =وادمعي مستهلاّتٌ وأدمعُهُ
لا أكذبُ الله ثوبُ الصبر منخَرقٌ=عني بفرقتِهِ لكن أرقّعُهُ
إنّي أوسّعُ عذري في جنايتِهِ=بالبين عنه وجرمي لا يوسعُهُ
رزقت ملكاً فلم أحسن سياستَهُ =وكلُّ من لا يسوسُ الملكَ يخلعُهُ
ومن غدا لابساً ثوبَ النعيم بلا =شُكرٍ عليه فإنَّ اللهَ ينزعُهُ
لا تعذليه فإنَّ العذل يولعُهُ=قد قلتِ حقّاً ولكن ليس يسمعُهُ
جاوزتِ في لومِهِ حدّاً أضرَّ بِهِ=من حيثُ قدّرت أن اللوم ينفعُهُ
فاستعملي الرفق في تأنيبه بدلاً=من عذله فهو مضنَى القلب موجعُهُ
قد كان مضطلعاً بالخطبِ يحملهُ=فضيّقت بخطوب الدهر أضلعُهُ
يكفيهِ من لوعة التشتيت أنّ لهُ =من النوى كلّ يومٍ ما يروّعُهُ
ما آبَ من سفرٍ إلاّ وأَزعَجَهُ =رأيٌ إلى سَفَر بالعزم يزمعُهُ
كأنما هو في حلّ ومرتَحَلٍ =موكّلٌ بفضاء الله يذرعُهُ
وما مجاهدةُ الإنسان توصلُهُ=رزقاً ولا دَعَةُ الإنسان تقطعُهُ
قد وزّع اللهُ بينَ الخلق رزقهُمُ=لم يخلق اللهُ من خلق يضيعُهُ
لكنهم كلفوا حرصاً فلست ترى =مسترزقاً وسوى الغايات تقنعُهُ
والحرص في الرزق - والأرزاقُ قد قسمت=بغيٌ ألا أن بغيَ المرء يصرعُهُ
" اعتضتُ من وجه خلّي بعد فرقتِهِ =كأساً أجرَّع منها ما أجرّعُهُ
كم قائلٍ لي ذُقتَ البينَ؟ قلتُ له=الذنبُ والله ذنبي لستُ أدفعُهُ
ألا أقمتُ فكانَ الرُّشدُ أجمعُهُ=لو أنني يومَ بان الرشدُ أتبعُهُ
إني لأقطعُ أيامي وأنفذها =بحسرةٍ منهُ في قلبي تُقَطِّعُهُ
بامَن إذا هَجَعَ النُّوَّامُ بتُّ لهُ=- بلوعةٍ منهُ - ليلي لستُ أَهجعُهُ
لا يطمئنُّ لجنبي مَضجعٌ وكذا=لا يطمئنُّ له مذ بنتُ مَضجَعُهُ
ماا كنت أحسبُ أنّ الدهرَ يفجعني=بِهِ ولا أنّ بي الأيامُ تفجعُهُ
حتى جرى البينُ فيما بيننا بيدٍ=عسراءَ تمنعني حظّي وتمنعُهُ
قد كنتُ من ريب دهري جازعاً فرقاَ=فلم أوقَّ الذي قد كنتُ أَجزعُه
بالله يا منزلَ العيش الذي دَرَسَت=آثارُهُ وَعفَت مُذ بِنتُ أربعُهُ
هلِ الزمانُ معيدٌ فيكَ لذَّتنا=أم الليالي التي أَمضتهُ ترجعُهُ؟
في ذمَّة الله من أصبحتَ منزلهُ=وجادَ غيثٌ على مغنَاك يمرعُهُ
يامَن عندَه لي عهدٌ لا يضيّعُهُ=كما له عهدُ صدقٍ لا أُضيِّعُهُ
يامَن يصدِّع قلبي ذكرَهَ وإذا =جرى على قلبِهِ ذكري يصدّعُهُ
عسى الليالي التي أضنت بفرقتنا =جسمي ستجمعني يوماً وتجمعُهُ