ريم البراري
29/06/2007, 03:25 PM
كانت المملكة العربية السعودية ومازالت بها ثروة حيوانية طيبة، غير أن عمليات الصيد المكثفة أدت إلى انقراض بعض الأنواع،زتدنى أعداد البعض الآخر حتى أصبحت مهددة بالانقراض.وكان أستخدام الأسلحة النارية وخيم العواقبل على الحيوانات البرية,مع زيادة الأنشطة البشرية,في القضاء على ماظل باقيا منها خاصة في الأماكن التي يسهل الوصول عليها.
وكان الإنسان وما يزال العدو الأول للحيوانات البرية، فالأسد قد أنقرض من المملكة العربية السعودية,وبقيت أعداد بسيطة من الحيوانات المفترسة الأخرى مثل النمر العربي والضبع المخطط والذئب. ويقع اللوم على الأسنان إزاء ما وجهه المها العربي والغزال والنعام من مذابح أدت إلى القضاء على هذه الأنواع.
ولقد قام الأنسان بحملة شرسة للقضاء على المفترسات,لأنها قد تنافسه في الصيد,وقد تتعرض لماشيته,خاصة بعد أن قضى على بيئتها الطبيعية,التي تحوي على غذاء كافي من الحيوانات الفطرية.ويعد القضاء على النمر العربي مثالا حيا لما أصاب الحيوانات المفترسة، مما أدى إليه ذالك من اختلال في التوازن البيئي في جبال الحجاز، فقد أدى القضاء على اعداده الى زيادة في أعداد قرود البابون في جبال الحجاز,بحيث أصبحت تهدد المزارع والأسنان.
ومن المعروف بأن النمر قد قضي عليه قضاء مبرما في معظم مناطق المملكة العربية السعودية,ولم يتبق منه سوى أعداد قليلة في بعض مجاهل جبال السروات.
ومن أجل إلقاء الضوء على انقراض النمر في المنطقة الوسطى قمنا بتقصي الروايات بين أهالي الحلوة في محافظة بني تميم، التي يعتقد بأنه صيد فيها آخر نمر عربي في وسط المملكة العربية السعودية.
تشير بعض المصادر إلى أن آخر من قتل نمرا عربيا كان رشود الخريف آخر من صاد نمر عربي قبل 50 او 60 سنة. وتحكي القصة أن هذا النمر قد هجم على ناقة احد أهالي بلدة الحلوة في شعب يدعى الرحل، وكاد أن يفترسها. وبعد سماع رشود بن عبدالله الخريف بهذ الخبر، أقسم بأن يتربص به وأن يقتله.فجهز نفسه ذات يوم,وذهب إلى الأماكن التي ذكر بها النمر العربي.وبعد البحث والتحري وجده ورماه حتى ارداه قتيلا، وقطع أحد أرجل النمر، وقدم بها إلى بلدته لإثبات معركته مع النمر,وانتصاره عليه.وتقدر المصادر ان يكون ذلك منذ خمسين الى ستين سنة.
وهناك قصة أخرى تنسب الى رجل يدعى رشود بن سالم ال عبدالله حيث يروى انه قابل النمر العربي في أحد شعاب الحلوة, ونشب بينهما عراك,عندما أراد النمر أن يتحرش بناقة سالم ويفترسها,وتحكي القصة أنه كان محظوظا في الخروج من المعركة سالما,حيث اقتصر الأمر على جروح وإصابات.
ويذكر كبار السن في بلدة الحلوة أن القصص حول النمر العربي كثيرة.ولكنني لم أوفق في مصدر دقيق يسرد بعض هذه القصص بالتفصيل.ولكن يروي كثيرون من الناس قصة صيد أخر نمر على هذا النحو:أن رجل يدعى رشود خرج كغيرة للصيد في شعيب مطعم بالحلوة ومعه بندقية قديمة من النوع الذي يحتاج الى فترة لإعادة شحنها بالذخيرة ورأى وعلا فأطلق عليه النار فارداه صريعا، وكان بالقرب من الموقع نمر جائع، فأنقض على الوعل، فأغتاظ الرجل وأعاد تجهيز بندقيته وأطلقها على النمر، فأخطأته، أو إصابة غير قاتله، فانقض النمر على الرجل، ودارت بينهما معركة انتهت بسقوط الرجل مضرجا بدمائه. وتأخر الرجل عن العودة فافتقده اهله وأقاربه وبحثوا عنه، فوجدوه على وشك أن يفارق الحياة، فنقل الى منزله وعولج لفترة طويلة، وبعد أن شفي أقسم أن يقتل النمر،وكان يعرف مكانه فاعد العدة لذلك وخرج ومعه من السلاح مايكفي ووضع طعما، فخرج النمر الى الطعم، فما كان من الرجل إلا أن أطلق النار على رأس النمر فارداه قتيلا. ويقال أن بقية أفراد القطيع وعددها خمسة تقريبا، خرجت تباعا، وكلما خرج منها واحد قتله، حتى قضى عليها جميعا، ولم يظهر بعد هذه الحادثة إي نمر اخر في المنطقة.ولم يسمع بذلك في موقع اخر وكان ذلك قبل ستين سنة.
وتدل القصص على النمر كان موجود في جبال طويق, وخاصة في الموقع الذي تشغله الان محمية الوعول قبل خمسين او ستين سنة,والراجح عندي ان كل هذه القصص صحيحة,حيث يبدو أن النمور كانت موجودة بالجبال,وتتغذى على الوعول الموجودة بكثرة هناك,كما تشرب من الأثماد الموجودة بوفرة في جبال المنطقة.وقد نظم صيادو الوعول حملة منظمة للقضاء عليها,حيث يعد ذلك فخر ويزهون به عند جماعتهم,لما تمثله النمور من خطر غلى الإنسان وعلى الوعول,التي يظن الاهالي محطئين أنه لا حق للنمور بها.
الأستاذ عبدالله بن ناصر الوليعي
مجلة الوضيحي
شوال 1419هـ
وكان الإنسان وما يزال العدو الأول للحيوانات البرية، فالأسد قد أنقرض من المملكة العربية السعودية,وبقيت أعداد بسيطة من الحيوانات المفترسة الأخرى مثل النمر العربي والضبع المخطط والذئب. ويقع اللوم على الأسنان إزاء ما وجهه المها العربي والغزال والنعام من مذابح أدت إلى القضاء على هذه الأنواع.
ولقد قام الأنسان بحملة شرسة للقضاء على المفترسات,لأنها قد تنافسه في الصيد,وقد تتعرض لماشيته,خاصة بعد أن قضى على بيئتها الطبيعية,التي تحوي على غذاء كافي من الحيوانات الفطرية.ويعد القضاء على النمر العربي مثالا حيا لما أصاب الحيوانات المفترسة، مما أدى إليه ذالك من اختلال في التوازن البيئي في جبال الحجاز، فقد أدى القضاء على اعداده الى زيادة في أعداد قرود البابون في جبال الحجاز,بحيث أصبحت تهدد المزارع والأسنان.
ومن المعروف بأن النمر قد قضي عليه قضاء مبرما في معظم مناطق المملكة العربية السعودية,ولم يتبق منه سوى أعداد قليلة في بعض مجاهل جبال السروات.
ومن أجل إلقاء الضوء على انقراض النمر في المنطقة الوسطى قمنا بتقصي الروايات بين أهالي الحلوة في محافظة بني تميم، التي يعتقد بأنه صيد فيها آخر نمر عربي في وسط المملكة العربية السعودية.
تشير بعض المصادر إلى أن آخر من قتل نمرا عربيا كان رشود الخريف آخر من صاد نمر عربي قبل 50 او 60 سنة. وتحكي القصة أن هذا النمر قد هجم على ناقة احد أهالي بلدة الحلوة في شعب يدعى الرحل، وكاد أن يفترسها. وبعد سماع رشود بن عبدالله الخريف بهذ الخبر، أقسم بأن يتربص به وأن يقتله.فجهز نفسه ذات يوم,وذهب إلى الأماكن التي ذكر بها النمر العربي.وبعد البحث والتحري وجده ورماه حتى ارداه قتيلا، وقطع أحد أرجل النمر، وقدم بها إلى بلدته لإثبات معركته مع النمر,وانتصاره عليه.وتقدر المصادر ان يكون ذلك منذ خمسين الى ستين سنة.
وهناك قصة أخرى تنسب الى رجل يدعى رشود بن سالم ال عبدالله حيث يروى انه قابل النمر العربي في أحد شعاب الحلوة, ونشب بينهما عراك,عندما أراد النمر أن يتحرش بناقة سالم ويفترسها,وتحكي القصة أنه كان محظوظا في الخروج من المعركة سالما,حيث اقتصر الأمر على جروح وإصابات.
ويذكر كبار السن في بلدة الحلوة أن القصص حول النمر العربي كثيرة.ولكنني لم أوفق في مصدر دقيق يسرد بعض هذه القصص بالتفصيل.ولكن يروي كثيرون من الناس قصة صيد أخر نمر على هذا النحو:أن رجل يدعى رشود خرج كغيرة للصيد في شعيب مطعم بالحلوة ومعه بندقية قديمة من النوع الذي يحتاج الى فترة لإعادة شحنها بالذخيرة ورأى وعلا فأطلق عليه النار فارداه صريعا، وكان بالقرب من الموقع نمر جائع، فأنقض على الوعل، فأغتاظ الرجل وأعاد تجهيز بندقيته وأطلقها على النمر، فأخطأته، أو إصابة غير قاتله، فانقض النمر على الرجل، ودارت بينهما معركة انتهت بسقوط الرجل مضرجا بدمائه. وتأخر الرجل عن العودة فافتقده اهله وأقاربه وبحثوا عنه، فوجدوه على وشك أن يفارق الحياة، فنقل الى منزله وعولج لفترة طويلة، وبعد أن شفي أقسم أن يقتل النمر،وكان يعرف مكانه فاعد العدة لذلك وخرج ومعه من السلاح مايكفي ووضع طعما، فخرج النمر الى الطعم، فما كان من الرجل إلا أن أطلق النار على رأس النمر فارداه قتيلا. ويقال أن بقية أفراد القطيع وعددها خمسة تقريبا، خرجت تباعا، وكلما خرج منها واحد قتله، حتى قضى عليها جميعا، ولم يظهر بعد هذه الحادثة إي نمر اخر في المنطقة.ولم يسمع بذلك في موقع اخر وكان ذلك قبل ستين سنة.
وتدل القصص على النمر كان موجود في جبال طويق, وخاصة في الموقع الذي تشغله الان محمية الوعول قبل خمسين او ستين سنة,والراجح عندي ان كل هذه القصص صحيحة,حيث يبدو أن النمور كانت موجودة بالجبال,وتتغذى على الوعول الموجودة بكثرة هناك,كما تشرب من الأثماد الموجودة بوفرة في جبال المنطقة.وقد نظم صيادو الوعول حملة منظمة للقضاء عليها,حيث يعد ذلك فخر ويزهون به عند جماعتهم,لما تمثله النمور من خطر غلى الإنسان وعلى الوعول,التي يظن الاهالي محطئين أنه لا حق للنمور بها.
الأستاذ عبدالله بن ناصر الوليعي
مجلة الوضيحي
شوال 1419هـ