المسفهل
14/08/2007, 07:24 AM
عردان - عردة قديما
زيارتي لعردان يوم الأربعاء 10-7-1428هـ يصحبني أخي على الدخيل ..
جئت عردة حين انتصف النهار وقام قائم الظهيرة في يوم قائض
من صيف لاهب لا يصبر على وهج الشمس إلا من أشرب قلبه حب
هذه المواطن والديار ومع ذلك الصيف الشديد إلا أنني شعرت بمتعة
لا يضاهيها شيء من متع الدنيا وملذاتها فأخذ القلب يتلفت قبل العين
في جنباتها ..
وتلفتت عيني فمذ خفيت=عنى الطول تلفت القلب
وما أجمل ما وصفها به الأديب الكبير ابن خميس حينما مر بها في
رحلته التي دونها في كتابه المجاز حيث قال :
ما أجمل هذه الأرض وما أجمل أعلامها هضاباً وجبالاً وبراثاً
وأبارق وعبالاً 0 سَقياً لها فالعيش بها خضل حينما يختلف نُوّارها ،
وتصدح اطيارها ، ويفوح عرفها، وتُسْحِر صَباها تداعب شيحها
وخزامها ، إذا أقمرت لياليها وازّيّنَتْ بالنبت روابيها، وكنت منها
في جرعاء مغدقة ، وَقودك الرمث، وشِواؤك لحم الصيد،
وشرابك لبن الإبل0مع رفقة لا يَمَل نديمهم ولا ريبة في صحبتهم ،
يتساقطون نفحات الآداب ، ويتبارون في عرض المِلَح والطرائف 0
تلك لعمري سويعات الحياة الجميلة ، واختلاسات الدهر النادرة ،
عند من هذه هوايته 0 وللناس فيما يعشقون مذاهب ..
وقد حان الوقت إلى أن نتعرف على هذا المعلم فالنفس إلى ذلك بالأشواق
عَرْدَان ( عردة قديما ) : - أبرق كبير، يقع شمالاً بميل إلى الشمال
الشرقي قليلا من سفوة الشمالية، لا كما وصفه ابن جنيدل من كونه
يقع شمالا غربيا من سفوة الشمالية .
وقد سماه ابن خميس جبلا حيث قال : وهو جبل تحف به
أبارق وجرع وحوله عبال0
إحداثي عردان :
N 23 – 11 – 546
E 042 – 18 – 269
وقد ذكره البكري باسم عردة فقال : عردة : بفتح أوله وإسكان
ثانيه بعده دال مهملة وهاء التأنيث ، قال أوس بن حجر :
فلما أتى حزان عردة دونهـــا=ومن ظَلَم دون الظهيرة منكب
تضمنها وارتــدت العين دونها=طريق الجواء المستنير فمذهـب
وهكذا نجد أن اوسا ذكر عردة مع ذكر ظلم، وهي قريبة منه
وقال حميد بن ثور :
كما اتصلت كدراء تسقي فراخها=بعردة رفهاً والمياه شعـــوب
وقال عبيد بن الأبرص الأسدي :
لمن طلل بعــــردة لا يبيدُ؟=خلا ومضى لــه زمن بعيدُ
وقال ابن مرخية :
ألرقتُ وصحبتي بجبال صُبْحٍٍ=لخافقة بعَرْدة فالعُناب
تصوب على الأخارم من جَرين =وأدناها على خَرَب العُقاب
قال عبيد بن الأبرص في معلقته :
أَقفَرَ مِن أَهلِهِ مَلحوبُ =فَالقُطَبِيّاتُ فَالذُّنوبُ
فراكس فثعيلبات= فذات فرقين فالقليب
فعردة فقَفا حِبِرٍّ= ليس بها منهم عريب
وبُدِّلَت أَهلُها وُحوشاً =وَغَيَّرَت حالَها الخُطوبُ
وقال ياقوت : عردة :- بفتح أوله وسكون ثانيه - هضبة بالمطلى
في أصلها ماء لكعب بن عبد بن أبي بكر، وأورد شاهداً من شعر
طهمان، وهذا التحديد ينطبق على عردة (عردان) التي في المطلى
الجنوبي وهي عردة أخرى غير التي نحن بصدد الحديث عنها ،
أما شعر طهمان فإنه خاص بعردة هذه لأنه ذكرها مقرونة
بسفا (سفوة) القريبة منها ، قال=:
صعلا تذكر بالسفاء وعــردة=غلس الظلام فآبهن رئــــالا
ياويح ما يفري كأن هويـــه=مريخ أعسر أفرط الإرســالا
وقال ابن بليهد : عردة باقية بهذا الإسم إلا أنها أبدلت هاؤه نوناً ،
فيعرف هذا الموضع اليوم عند عامة أهل نجد بعردان، وهو
أبرق بين ظلم وأجلة، وبه حجارة ورمال، وهو الذي ذكره
طهمان في شعره0 والسفاء الذي قرنه طهمان بعردة
هو (سفوات) المعروفة اليوم بهذا الإسم، وسفوات وعردان
معروفات عند عامة أهل نجد بهذين الاسمين وهما في
شمالي المطلي .
الراجع :
معجم البلدان لياقوت
معجم مااستعجم للبكري
المجاز بين اليمامة والحجاز لابن خميس
معجم عالية نجد لابن جنيدل
مجلة العرب للجاسر
______________________
http://www.mekshat.com/pix/upload/images44/mk863_ardh9.jpg
خريطة تبين موقع عردان وما حوله من معالم .
http://www.mekshat.com/pix/upload/images44/mk863_ardh1.jpg
عردان وانظر كيف حفت به هذه الرمال الجميلة والجرع السهلة !
http://www.mekshat.com/pix/upload/images44/mk863_ardh2.jpg
عردان من مكان أقرب .
http://www.mekshat.com/pix/upload/images44/mk863_ardh3.jpg
عردان وقد توشح بالرمال التي زادته جمالا إلى جماله ، وأضفت عليه حلة قشيبة .
http://www.mekshat.com/pix/upload/images44/mk863_ardh4.jpg
من مكان أقرب ..
http://www.mekshat.com/pix/upload/images44/mk863_ardh5.jpg
نكاد نصل إلى قمته ونحن في سيارتنا لسهولة افتراه ويسرمرتقاه .
http://www.mekshat.com/pix/upload/images44/mk863_ardh6.jpg
كل الأرض المحيطة به جرعاء لينة .. يطب بها المقام ويلذ المبيت .
http://www.mekshat.com/pix/upload/images44/mk863_ardh7.jpg
من هنا نشاهد المنطقة الفاصلة بين سفوة الشمالية وبين عردان وهي سبعة أكيال .
http://www.mekshat.com/pix/upload/images44/mk863_ardh8.jpg
وهذه سفوة من موقع عردان ..
--------------------
زيارتي لعردان يوم الأربعاء 10-7-1428هـ يصحبني أخي على الدخيل ..
جئت عردة حين انتصف النهار وقام قائم الظهيرة في يوم قائض
من صيف لاهب لا يصبر على وهج الشمس إلا من أشرب قلبه حب
هذه المواطن والديار ومع ذلك الصيف الشديد إلا أنني شعرت بمتعة
لا يضاهيها شيء من متع الدنيا وملذاتها فأخذ القلب يتلفت قبل العين
في جنباتها ..
وتلفتت عيني فمذ خفيت=عنى الطول تلفت القلب
وما أجمل ما وصفها به الأديب الكبير ابن خميس حينما مر بها في
رحلته التي دونها في كتابه المجاز حيث قال :
ما أجمل هذه الأرض وما أجمل أعلامها هضاباً وجبالاً وبراثاً
وأبارق وعبالاً 0 سَقياً لها فالعيش بها خضل حينما يختلف نُوّارها ،
وتصدح اطيارها ، ويفوح عرفها، وتُسْحِر صَباها تداعب شيحها
وخزامها ، إذا أقمرت لياليها وازّيّنَتْ بالنبت روابيها، وكنت منها
في جرعاء مغدقة ، وَقودك الرمث، وشِواؤك لحم الصيد،
وشرابك لبن الإبل0مع رفقة لا يَمَل نديمهم ولا ريبة في صحبتهم ،
يتساقطون نفحات الآداب ، ويتبارون في عرض المِلَح والطرائف 0
تلك لعمري سويعات الحياة الجميلة ، واختلاسات الدهر النادرة ،
عند من هذه هوايته 0 وللناس فيما يعشقون مذاهب ..
وقد حان الوقت إلى أن نتعرف على هذا المعلم فالنفس إلى ذلك بالأشواق
عَرْدَان ( عردة قديما ) : - أبرق كبير، يقع شمالاً بميل إلى الشمال
الشرقي قليلا من سفوة الشمالية، لا كما وصفه ابن جنيدل من كونه
يقع شمالا غربيا من سفوة الشمالية .
وقد سماه ابن خميس جبلا حيث قال : وهو جبل تحف به
أبارق وجرع وحوله عبال0
إحداثي عردان :
N 23 – 11 – 546
E 042 – 18 – 269
وقد ذكره البكري باسم عردة فقال : عردة : بفتح أوله وإسكان
ثانيه بعده دال مهملة وهاء التأنيث ، قال أوس بن حجر :
فلما أتى حزان عردة دونهـــا=ومن ظَلَم دون الظهيرة منكب
تضمنها وارتــدت العين دونها=طريق الجواء المستنير فمذهـب
وهكذا نجد أن اوسا ذكر عردة مع ذكر ظلم، وهي قريبة منه
وقال حميد بن ثور :
كما اتصلت كدراء تسقي فراخها=بعردة رفهاً والمياه شعـــوب
وقال عبيد بن الأبرص الأسدي :
لمن طلل بعــــردة لا يبيدُ؟=خلا ومضى لــه زمن بعيدُ
وقال ابن مرخية :
ألرقتُ وصحبتي بجبال صُبْحٍٍ=لخافقة بعَرْدة فالعُناب
تصوب على الأخارم من جَرين =وأدناها على خَرَب العُقاب
قال عبيد بن الأبرص في معلقته :
أَقفَرَ مِن أَهلِهِ مَلحوبُ =فَالقُطَبِيّاتُ فَالذُّنوبُ
فراكس فثعيلبات= فذات فرقين فالقليب
فعردة فقَفا حِبِرٍّ= ليس بها منهم عريب
وبُدِّلَت أَهلُها وُحوشاً =وَغَيَّرَت حالَها الخُطوبُ
وقال ياقوت : عردة :- بفتح أوله وسكون ثانيه - هضبة بالمطلى
في أصلها ماء لكعب بن عبد بن أبي بكر، وأورد شاهداً من شعر
طهمان، وهذا التحديد ينطبق على عردة (عردان) التي في المطلى
الجنوبي وهي عردة أخرى غير التي نحن بصدد الحديث عنها ،
أما شعر طهمان فإنه خاص بعردة هذه لأنه ذكرها مقرونة
بسفا (سفوة) القريبة منها ، قال=:
صعلا تذكر بالسفاء وعــردة=غلس الظلام فآبهن رئــــالا
ياويح ما يفري كأن هويـــه=مريخ أعسر أفرط الإرســالا
وقال ابن بليهد : عردة باقية بهذا الإسم إلا أنها أبدلت هاؤه نوناً ،
فيعرف هذا الموضع اليوم عند عامة أهل نجد بعردان، وهو
أبرق بين ظلم وأجلة، وبه حجارة ورمال، وهو الذي ذكره
طهمان في شعره0 والسفاء الذي قرنه طهمان بعردة
هو (سفوات) المعروفة اليوم بهذا الإسم، وسفوات وعردان
معروفات عند عامة أهل نجد بهذين الاسمين وهما في
شمالي المطلي .
الراجع :
معجم البلدان لياقوت
معجم مااستعجم للبكري
المجاز بين اليمامة والحجاز لابن خميس
معجم عالية نجد لابن جنيدل
مجلة العرب للجاسر
______________________
http://www.mekshat.com/pix/upload/images44/mk863_ardh9.jpg
خريطة تبين موقع عردان وما حوله من معالم .
http://www.mekshat.com/pix/upload/images44/mk863_ardh1.jpg
عردان وانظر كيف حفت به هذه الرمال الجميلة والجرع السهلة !
http://www.mekshat.com/pix/upload/images44/mk863_ardh2.jpg
عردان من مكان أقرب .
http://www.mekshat.com/pix/upload/images44/mk863_ardh3.jpg
عردان وقد توشح بالرمال التي زادته جمالا إلى جماله ، وأضفت عليه حلة قشيبة .
http://www.mekshat.com/pix/upload/images44/mk863_ardh4.jpg
من مكان أقرب ..
http://www.mekshat.com/pix/upload/images44/mk863_ardh5.jpg
نكاد نصل إلى قمته ونحن في سيارتنا لسهولة افتراه ويسرمرتقاه .
http://www.mekshat.com/pix/upload/images44/mk863_ardh6.jpg
كل الأرض المحيطة به جرعاء لينة .. يطب بها المقام ويلذ المبيت .
http://www.mekshat.com/pix/upload/images44/mk863_ardh7.jpg
من هنا نشاهد المنطقة الفاصلة بين سفوة الشمالية وبين عردان وهي سبعة أكيال .
http://www.mekshat.com/pix/upload/images44/mk863_ardh8.jpg
وهذه سفوة من موقع عردان ..
--------------------