بما أن كثيرا من العلوم متداخلة و لا يمكن فهم أحدها أحيانا إلا بفهم مقدمات من علم آخر فكذلك علم الأرصاد الجوية ,إذ أنه ليس علما مقتطعا لوحده أو مقطوع من شجرة بل له فروع تتداخل معه أحيانا ,فبعض العلوم بالنسبة له بمثابة الأخ و بعضها بمثابة إبن العم في الأهمية و بعضها بمثابة القريب البعيد ... و نتطرق هنا لبعض هذه العلوم ...
1- علم الفيزياء : من أهم العلوم التي يجب على الراصد الجوي أن يلم بها و بكثير من قضاياها ,و ظواهر الأرصاد الجوية في الأساس هي قضايا فيزيائية ,فدرجات الحرارة و الضغط الجوي و نزول قطرات المطر و حركة الرياح و غيرها كلها مسائل فيزيائية يتم دراستها في فرع الفيزياء الجوية ,و فرع الفيزياء البصرية لها صلة وثيقة أيضا بعالم الأرصاد .
و الشخص غير الملم بعلم الفيزياء ستواجهه مشاكل كثيرة عند دراسته الأرصاد و تعرضه لقضايا الطقس .
إذن علم الفيزياء بمثابة الوالد لعلم الأرصاد الجوية .
2- علم الكيمياء :هناك مسائل كيميائية قليلة جدا يحتاجها الراصد الجوي أثناء دراسته للرصد ,فإشتعال الحرائق و التبدلات و التحولات الكيميائية تفسر بعض من ظواهر الجو ,و علم الكيمياء هنا بمثابة إبن العم لعلم الأرصاد الجوية .
3- علم طبقات الأرض و دراسة العصور القديمة : يحتاج الراصد الجوي المتخصص و المتعمق في دراسته لمعرفة ما تفصح عنه طبقات الأرض القديمة للتعرف على سمات المناخات الأرضية في تلك العصور,و الفرق بينها و بين المناخ الحالي .
4- بعض فروع علم الحيوان و النبات : تركيبة الحيوانات و النباتات و سلوكياتها في التوافق مع بيئاتها مهم لمزيد من التعرف على مناخ منطقة ما , فعندما ننظر لتركيبة الجمل مثلا و تكيفه العجيب مع الصحراء نستنتج - بما أن الجزيرة العربية هي موطن الجمل الأصلي - أن هذا المناخ الصحراوي العربي هو مناخ قديم و يمتد لعدة آلاف من السنين ,و الدليل تركيبة صحراوية مخصصة لنوع مستقل من الحيوانات ,و ينطبق الحال كذلك على أشجار النخيل و صفاتها .
5- علم الفلك : لابد للراصد الجوي من إستيعاب مقدمات فلكية هامة لتعليل و تفسير ظواهر جوية عامة و كبيرة مثل ميل محور الأرض و الفصول الأربعة ,و علاقة البقع الشمسية بالتقلبات و التغيرات الجوية الطويلة الأمد .