لاأعلم لماذا كنت دائما مؤمنا ان هناك علاقة كبيرة بين عالم الغوص وعالم السياسة ......وأن بينهما رابط (قوي جدا) وكان ايماني ذلك يزداد يوما بعد يوم ومع التطورات التي تحدث بين العالمين(السياسي والغوصي) حتى اصبحت على يقين مما كنت أظنه واعتقده....ففي عالم (البحر)تكثر التحالفات وتتغير الولآآت بين لحظة واخرى....فمرة(زيد وعمروا اصحاب وأخلاء.. ومرة توترات ثم اعداء).....وهكذا تمضي بهم الحياة(يفترقون ويجتمعون..ويتذكرون خلافاتهم ثم يتناسون).....ومرات ومرات(تجمعهم مصالح مشتركة)فاءذا(انتهت تلك المصالح انتهت تلك العلاقة) فتتنقل صداقاتهم حسب مصالحهم وهكذا تمضي حياتهم وتنتهي....وكذلك في حالات البحر(المائج والرياح الشديدة)يقررون مغامرة(غير محسوبة النتائج)فتقع الضحايا وتنتثر الدموع وتعم الاحزان(وتبدأ الدروس والعبر والقرارات) وبعد برهة من الزمن(ينسى الجميع ذلك ويعودون لنفس تلك المغامرات ويبحرون في امواج هائلة ويغوصون في اجواء قاتلة)......وبين الاحزان والافراح تمضي حياتهم وتنقضي اعمارهم(والحال هو الحال)........واعود الآن للسيد (بوش الأب) قتل ودمار واحتلال وتطهير عرقي(ونحن نتباكى ونلج بالدعاء والبكاء والأماني والاحلام)....وينتهي عهده وولايته(فننسى مافعل ونستقبل عهد جديد واحلام جديدة مع قدوم السيد الوسيم(بيل كلنتون)...والذي يحاول(بلسمة جراحنا بأكاذيب واماني تنطلي على السواد الاعظم من امتنا العريقة).....وتنتهي ولايته بعهد جديد(لبوش الأبن) والذي يسومنا سوء العذاب(يقتل ابنائنا ويستحيي نسائنا ويصلبنا على جذوع النخل)....ويبدأ البكاء والعويل من جديد(نفس السناريو تماما)...جثث الاطفال في الشوارع والنساء مقطعة اوصالهم في الطرقات والمساجد تهدم والمصاحف تحرق والرجال تذبح.......والمسلمون حالهم(امام مسجدنا يبكي والمصلون خلفه يجئرون بالبكاء....والقنوات تتباكى واحيانا ترقص على الدماء المسكوبه.....والسياسيون (يتهاوشون)فيما بينهم لعقد(مصالحات وطنيه)....وقادة حماس(يتحدثون عن انتصارات وفتوحات بلغت مشارق الارض ومغاربها حتى ظننا انهم اقتحموا تل ابيب ورفعوا راية التوحيد)...وعباس(السفاح) يقود المؤمرات(الوطنية) لشرح نظريته(البهيه)حول الفصل بين القتل بسكين او (شبريه) فالأولى قتل عنيف والاخرى قتل (بحنيه).......وتمضي الايام ليأتي عهد السيد(اوباما)فتنسحب اسرائيل....ويتصالح العرب...ويتوقف الدعاء في المساجد....ويعلن قادة حماس الهدنة...ويبتسم السيد عباس.....حتى امام مسجدنا(بدأ على محياه الارتياح الكبير...وبدأ التحضير لطلعة بر وقنص....حتى اخي ورحيمى(متحمس للبحر والغوص)..واما اولادي(فوجدتهم يلعبون البلى ستيشن وضحكاتهم تصل حتى غرفتي البعيدة عنهم)...وحتى بعض اصحابي ممن اجالسهم واللذين كانوا مغتاظون جدا على جرائم العدو الصهيوني وجدتهم يلعبون (البالوت) ويستمعون للأخبار وتحليلات دورة الخليج........نعم الكل مستبشر بوقف اطلاق النار(وعهد السيد اوباما الجديد)......لنعيش من جديد ولاية(البلسم) للتحضير لمجازر جديدة ومذابح اخرى....ليبدأ البكاء والتبرعات والمؤتمرات التصالحيه.....ثم يأتي (سيد جديد للبيت الابيض)وهكذا وهكذا تمضي السنون(والمسلمون والعرب حالة خاصة من الخواء والغباء والوهن ويتم ذبحهم سياسيا وروحيا وعقائديا)................وحتى السرالكبير(المتباكي الكبير) يكتب هذه الكلمات(ينتظر الثناء والمدح والدعاء ) كعجوز شمطاء........ تعيش على صدقات الاعضاء.........
وحيث انني اكتب هذه الكلمات والألم يعتصرني على هذا الفكر البليد(الذي لايجيد التعامل مع العقل اليهودي الماكر المدعوم من المادة الامريكية (البلهاء).........فاءنني اقول وبكل عقلانية ووعي ومعاصرة للعالم الغربي أن اليهود ومن ساندهم من الغرب لاينفع معهم سوى(الحلم والهدوء والمكر)وأن افضل سلاح لصدهم والنيل منهم بعد الله سبحانه وتعالى(أن لايأخذنا الحماس بعيدا متمثلا في خطب رنانه وعاطفة جياشه وردود افعال طائشة)وانما نصلح انفسنا واولادنا ومن حولنا ونجتمع على المحبة والصفاء والنقاء......فلقد شاهدنا بأم اعيننا ان اللذين تتضرروا مما حدث هم(ابرياء تم سفك دمائهم في الطرقات والبيوت)وسيتم نسيناهم عاجلا كما نسونا سابقيهم وسنتاجر بدمائهم في سبيل دنيا فانية رخيصة لاتسوى عند الله جناح بعوضة.............وقال السرالكبير لأعضاء مكشات من الطيبين المؤمنين العاقلين(اطيعوا ولاة اموركم واصلحوا انفسكم وابنائكم ومجتمعكم واحبوا بعضكم في الله واقيموا صلواتكم فوالله ثم ولله ثم والله ذلك طريق النصر ماغيره طريق....وماكانت العجلة والحماس المذموم ومتابعة الأهواء واتباع كل زاعق ناعق الا سبيل الخراب في الدين والنفس والمجتمع..............وقال السر الكبير (والله مانتصر اليهود والغرب عليناالا بعدما حققوا فيما (بينهم) العدل والانصاف والعلم ...........وحتى يتوقف شبابنا عن الموت في السيارات كل يوم ..ويحترم مجتمعنا الوقوف في الطوابير.....وتتوقف الأخطاء الطبية في المستشفيات....ويحترم الغواصون قواعدالغوص.....ويحترم الشباب(اشارات المرور).....وان يترك المتنزهون مكانهم نظيفا بعدرحيلهم.....وأن لايظلم الناس في المحاكم....وان توزع الاراضي على الناس بالعدل والأنصاف.....وان يعرف المعلمون الاخلاق قبل التحضير للدروس والنصوص......وان تمتلأ المساجد(بالشباب والرجال)........وان تتوقف (قنوات الفسق والدعارة والفجور).......وان لا يأكل القوي من هو اضعف منه............وان يعتمد اعضاء مكشات الردود الهادفه والبعد عن الضغينة والحسد والسخرية فيمابينهم.......وان تكسب الناس بطيبك وحلمك واخلاقك بمن فيهم عدوك اللدود.......وان لاتضرب النساء ضربا مهينا وترميهم عند اهاليهم معلقات غير مطلقات......وان تمثل بلدك خير تمثيل علما وخلقا ان كنت في غير وطنك وبلدك......وان تكون رجاعا للحق وغير متعصب لفئة او ملة اوجماعة وتميل مع الحق حيث مال متبعا هدى الرحمن.................ان حققنا ذلك كله فقد خطونا(خطوتنا الاولى نحو النصر المنتظر).....فكيف تنتصر على ملل ونحل اذا لم تكن اصلا تستطيع ان تحقق ماسبق اعلاه.......وبذلك يذهب غيظ قوم مؤمنين...ويأتي من الله نصر مبين.....وعذرا ان كان في المقال شيئا لاترضاه..... فلعله فاتني او انك لم يصلك معناه..وتقبل وجهة نظري وان لم تكن ترضاه........فحتى نفسي لم تكن في هذا المقال مستثناه....فقد اوجعتها بما تستحقه فتراه.............والحمدلله رب العالمين................اخوكم السرالكبير