السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مسيكم بالخير الجميع
في احد ايام فصول الشتاء البارده كنت في اجازه من وظيفتي في الشرطه كنت جالس مع خوالي في الديوان وكان شايب من العشيره طاعن في السن حوالي 95 سنه يسولف سالفه عن شخص
عرف باسمه
خوي الذيب
كنت ودي أسأل خوالي عن هاذ الرجال
خوي الذيب
انشغلت في ذاك اليوم ونسيت
صباح اليوم الثاني طلعت مشوار مع صديقي ابو مرزوق على ظهور الخيول العربيه الاصليه حيث كان يملك فرس اصيله فصيلتها كحيله وكنت اركب حصاني الصقلاوي (
اليحموم )
رجعنا متوخرين واقترب غروب الشمس وكانت الديره بعيده عنا حوالي 9 كيلو متر وتجمعت الغيوم في الافق وهبوب الهوا البارد وصلنا مكان فيه مغاره واسعه يقولون لها مغارة الذيب
اسقيت الخيول من البير وادخلتها في المغاره وجمعت كميه كبيره من الاعشاب الخضراء وحطيتها قدامها
صديقي ابو مرزوق كان يجيب الحطب ويحطه داخل المغاره سخنت مويه في ماعون
توضينا وتجهزنا للصلاه بديت اجهز الزاد لاجل نتعشا ابو مرزوق كان يناظر ساعة يده
قلي : يلا يا حمود مضى اكثر من 5 دقايق على آذان المغرب
صلينا المغرب وبديت احط الزاد على النار تعشينا وشربنا شاي وقهوه ابو مرزوق اشعل غليونه
تذكرت سالفة
خوي الذيب
قلت : انشدك يا ابو مرزوق وما انشدك عن ذنوبك إن شاء الله
أشر لي بيده اني اسأله وهو يهز راسه ويناظر سحب الدخان اللي تطلع من الغليون
قلت : من
خوي الذيب
يا ابو مرزوق
انتبه وعدل جلسته
وقال : هاذ جدي والد شايبي رحمهم الله واموات المسلمين متى سمعت باسمه ؟
جاوبته : امس كان الشايب ابو صالح يسولف عنه لخوالي وكنت ودي اسألهم عنه لكني نسيت
وتذكرت الحين ليش اسموه
خوي الذيب ؟
جاوبني : جدي رحمه واموات المسلمين كان قصاص اثر وبنفس الوقت يرعى الشياه والنعاج في يوم من الايام كان في مشوار لقى ذيبه ميته وجنبها جرو واحد صغير حمله معه وجابه للبيت
ورباه وكبر هالذيب وصار يرافق جدي حتى وهو يسرح بالحلال ما في يوم من الايام هاجم نعجه او شاه ومن ذاك اليوم صارو اهل الديره ينادوه خوي الذيب جلس الذيب عند جدي سنه ونص
في يوم من الايام كان جدي معزب بالحلال في واد المرباع تناهى لجدي صوت ذيب يعوي من بعيد وصار الصوت يقترب تنبه الذيب للصوت وراح صوبه وما رجع الذيب لجدي نهائي
وكاد انها غريزته ونداء الطبيعه طغى على تربيته ومضت الايام والشهور والسنين بعد حوالي 5 سنوات جدى لقى الذيب ميت تفحصه تبين له انه الذيب مات طبيعي حفر حفره ودفنه فيها
وهاذ هي سالفة
خوي الذيب
ناظرابو مرزوق ساعته
وقال : مضى على آذان العشا 10 دقايق خلنا نصلي العشا والوتر
قمنا صلينا ورجعنا جنب شبة النار جا حصاني وحط راسه على كتفي اليمين مديت يدي وصرت اتحسس جبينه رفع راسه فجأه ونصب اذانه قمت بسرعه حملت سلاحي وصوبت على
باب المغاره اقتربت بركاده من باب المغاره كان اصبعي يرتجف على الزناد من فرط الانفعال ناظرت خارج المغاره شفت قطعتين من الجمر ترددت باطلاق النار على ضوء القمر خرج من بين
الغيوم تبين لي انه كلب كان يتجول في البريه ظل الكلب جالس مكانه تحاولت اخافته لكن بدون فائده بدون مقدمات اطلقت رصاصه قدام الكلب فهرب الكلب من صوت الرصاصه
قلي ابو مرزوق : ضيعت طلقه لاجل تخوف كلب
جلست وما رديت اي جواب لابو مرزوق مد يده على الخرج واطلع علبه فيها تتن حطه في الغليون واشعله وصار يسحب وقلي :
تحب تجرب التتن يا حمود
؟
هزيت راسي بمعنى لا
قلي ابو مرزوق : يا ابن اخي والدك الله يرحمه واموالت المسلمين ما كان يشرب التتن ولا يحب ريحة التتن كان حين اعزب معه بالحلال ما يجلس جنبي حين اتتن كان الصديق الصدوق
ما تحلى الجلسه الا يكون معي بعد وفاته الله يرحمه واموات المسلمين مرت علي ايام كنت اشوف الدنيا على اتساعها اصغر من خرم الابره افتقده بكل لحظه لغاية اليوم
خالك ابو حاتم صديقي الصدوق من حين كنا عيال صغار قضينا قسم من حياتنا في العسكريه وقسم نرعى الحلال تذكر حين كنت تسرح معنا بالحلال كنت بعمر 9 او 10 سنين
؟
قلت : اذكر يا ابو مرزوق نكون نمشي تحت هجير الشمس مع الحلال في شهر آب اللهاب اشد شهور السنه حراره لكن كانت ايام رائعه وحلوه وافضل من الايام هاذ
قمت من مكاني
وناظرت الديره كنت اشوف اضواء البيوت
قلت : يا هناكم في بيوتكم الفراش الوثير والدفا
قلي ابو مرزوق : ما تعرف تنام في البر وعندك شبة النار
؟
قلت : يا صديقي دخلت دورات صاعقه خلالها نمت في العراء غطاي السما وفراشي الارض
تحت المطر وخلال البرد
لاحظت شبة نار في مكان وكل علمي ما في احد في ذاك المكان وخاصه انه المطر كان ينهمر بقوه وغزاره وما في بذاك المكان اي مغاره او كهف كانت كلها اشجار زيتون معمره
قلت : يا ابو مرزوق تعال في شيء الافضل انك تشوفه بنفسك
حين جا وناظر معي النار المشتعله صار يربت على كتفي ورجع مكانه جلس واشعل غليونه
قلي : يا ابن اخي عين خير تعال اجلس
رجعت جلست سولفت معه شوي تدثرت بفروتي وتمددت اغمضت عيوني رحت غارق في نوم عميق فتحت عيوني وناظرت حولي كانت الخيول موجوده وابو مرزوق نايم
ناظرت شبة النار كان ما زال الجمر موجود ناظرت ساعة يدي كانت صارت الساعه 5 الفجر حطيت فروع من الحطب على الجمر وصرت انفخ عليها صارت تشتعل بركاده
محدثكم العبد الفقير لله يحط من هالحطب على النار الله يكافينا شرها وهي تزداد قوه لين صارت شبه قويه انتبهت كان الهدوء والصمت العميق المريب امسكت سلاحي وصوبت على باب المغاره
لاحت نظره مني على ابو مرزوق كان متمدد على ظهره يناظرني ظليت مصوب سلاحي صوب باب المغاره فجأه حصاني اطلق صهيل قوي شفت شيء صار على باب المغاره
على ضو شبة النار عرفت انه كلب كان ضخم الحجم يناظرني بعيونه كانها الجمر وسمعت همهمه وصوت خشن اندفع الادرينالين في عروقي واصبعي يرتجف على الزناد بدون تردد
اطلقت رصاصه اصابته في صدره فاصدر صرخه وسقط مكانه ميت اطلقت تنهيدة ارتياح قدرت المسافه بيني وبين الكلب حوالي 6 امتار
قام ابو مرزوق من مكانه وناظر الكلب ناظرني
وقال : هاذ الكلب اللي يزرع الخوف في قلوب الناس
ربطت حبل قصير في رجل الكلب وسحبته مسافه بعيده شوي عن باب المغاره احضرت تراب
من المغاره وحطيته عليه لين طمرته
سخنت مويه في ماعون توضينا لصلاة الفجر وصلينا سويت شاي وقهوه وطلع ضوء النهار اسرجت الخيول واطفيت النار حين طلعنا من المغاره كانت السما صافيه وما في غيوم
والارض موحله بسبب المطر توجهنا لمكان شبة النار حين وصلنا ما في اي اثار لشبة النار ناظرني ابو مرزوق
وقال : مثل ما توقعت خلنا نرجع للديره يا ابو ظاري قبل لا يتجدد المطر
انطلقنا صوب الديره على عجل حين وصلت البيت كانت شايبتي الله يشافيها ويعافيها مع خوالي في حوش البيت كانت تقول لخوالي
حمود طلع امس مثل هالوقت وللحين ما رجع مدري وين هو خايفه عليه يا خوي
رد عليها خالي : توكلي على الله حمود صار رجال تصبري تلاقيه صار هنا
دخلت حوش البيت وطرحت السلام وتحية الصباح وقلت : لا تخافين يمه تراني قدامك ما صابني شي
نزلت عن ظهر حصاني وصرت احب على ايدين خوالي وهم يسحبون ايدينهم ويقولون الله يرضى عليك
الله يرضى عليك حبيت على ايدين شايبتي جا سلمان ولد خالي اخوي
اللي تربيت معه اخذ الحصان وربطه بعد اني ارخيت سرج الحصان شوي دخلنا البيت وشربنا شاي وسولفت لهم السالفه
قلي خالي : الليله المقبله بعد مشيئة الرحمن مبيتك انت وشايبتك عندي في بيتي الحين تجون معي يلا قدامي
وهاذ اللي صار قضينا ذيك الليله في بيت خالي وكانت ليله ماطره وبارده بامتياز
وسلامتكم يا الربع