اكثر انواع الكهوف سعة وانتشارا تلك التي توجد في اقاليم تتكون من تكوينات
جيرية خالصة وسميكة ... إذ تكون عملية الاذابة التي تتعرض لها تلك التكوينات
السبب الرئيسي لوجود تلك الكهوف . ويتطلب وجود الكهوف صخور جيرية ذات
نفاذ عالي .. ومن خلال المفاصل ومن خلال سطوح الانفصال بين الطبقات
الصخرية مما يؤدي الى تركز عملية الاذابة في هذه الجهات من الصخر الجيري
ويسلك الماء الباطني عند تحركه نحو الاسفل المفاصل العمودية ثم يتحرك خلال
سطوح الانفصال بين الطبقات التي يكون امتدادها متعامدا تقريبا مع المفاصل
العمودية .. وتكون مواقع التقاطع بين المفاصل العمودية ومناطق الانفصال بين
الطبقات مواقع ملائمة تماما لتركز عملية الاذابة وبداية لتكون الكهوف. ويستمر
الماء الباطني في توغله نحو الاسفل خلال تلك المفاصل الى أن تتوقف تلك العملية
اما بسبب وجود طبقات صخرية غير مسامية أو عند وصوله الى مستوى الماء
الباطني حيث يتحرك الماء بعدها افقيا مع الاتجاه العام لحركة المياه الباطنية في
المنطقة وتتحول عملية الاذابة نحو ذلك الاتجاه أيضا.
تتطور ممرات الكهوف ليس فقط من جراء عملية الاذابة التي تقوم بها المياه
الباطنية بل إنها تتوسع من خلال قوة التعرية التي يمكن لتلك المياه ان تقوم بها
من خلال وجود بعض الرواسب مثل الغرين والطين في قيعان تلك المجاري
الباطنية...
وتتكون الممرات الموجودة داخل الكهوف من نوعين تلك التي تسلك
المفاصل العمودية وتلك التي تسلك مناطق الانفصال بين سطوح الطبقات الصخرية
.وتميل الاولى لأن تكون عالية وضيقة في حين تكون الثانية واسعة ومنخفضة ...
هذا ويتحوركلا النوعين بعد تكونه من خلال عملية تساقط الحطام الصخري
المستمرة من سقوط حوائط تلك الممرات.
وهناك ظاهرة مهمة داخل الكهوف ناتجة عن ترسب كربونات الكالسيوم تعرف
بظاهرة الاعمدة الصاعدة والاعمدة النازلة
وتنشأ عن تساقط بعض القطرات المائية من سقوف الكهوف فوق ارضيتها حيث تتبخر تلك القطرات تاركة ما
تحتويه من كاربونات ذائبة فيه على أرضية الكهوف وبإستمرا هذه العملية تنمو
اعمدة صاعدة وبأشكال مختلفة.
يتبع