يقول:
شوربة ولا سوشي؟....فيلية و لا كباب؟...مقلي ولا مشوي...من بحرنا ولا بحرهم؟
رخيص ولا غالي؟...مالح ولا حالي...سمين ولا خالي...يهمنا ولا يهمهم؟
موجود و لا نادر؟..غبي ولا شاطر..مخفي و لا ظاهر...نحميه ولا بكيفهم؟
هامور ولا أسهم...صعود ولا نزول...اخضر ولا أزرق....سمك ولا حوت؟
و (على قول الحبايب).......ددددددحيييييين أقولكم!
هامور يشرح معاناته ***قالوا عنه في البحر طمعان
ما يدرون عن اصل ذاته***كريم و نشمي حادي الركبان
و لو انعكس الواقع لبرهه فصار الإنسان يسبح و السمك في البحر يمشي....لقلت ان الهامور هو المقصود في أبيات إبراهيم ناجي التى يقول فيها:
واثق الخطوة يمشي ملكاً.... ظالم الحسن، شهي الكبرياء
عبق السحر كأنفاس الربى... ساهم الطرف كأحلام المساء
قد يعتقد البعض أن الهامور سمكة بشعه، ولكنها من أجمل ماخلق الله من حيوانات...شفائف متناسقة مع الوجه العريض و الجسم المكتنز المتزن و درجات الألوان تنافس الحرباء و الفراشات في التمويه مع بيئتها الطبيعية. بناءها الجسماني رياني مرتوي على الطريقة العربية القديمة و من يشاهد طريقة سباحته المميزة يتذكر قول الأعشى في معلقته (و إن كانت سمكة الهامور ليست بفرعاء!):
غراء فرعاء مصقول عوارضها *** تمشي الهوينى كما يمشي الوجي الوحل
كأن مشيتها من بيت جارتها *** مر السحابة لا ريث ولا عجل
( طبعا عشان تطبق البيت على الهامور تخيل انه خارج من جحر جارته الشاقة و يسبح مو داري عنك)
في اللغة الرجل الهمر أي الرجل السمين الغليظ و هذا أقرب ماوجدت الى معنى كلمة هامور. و باللغة الإنجليزية يطلق علي الهامور كلمة GROUPER و لديهم هناك الكثير من الأنواع المختلفة له وصلت إجماليها تقريبا الى 446 نوع. بعضها يشبه هواميرنا و بعضها موجود لدينا و لكن لا يشبهها، لغز صح؟
الهامور من أهم الشخصيات السمكية في البحر الأحمر و الخليج العربي! أو حتى على مستوى العالم!
كيف لا وهو من يضرب به المثل في الإبتلاع و السيطرة. و فعلا، هو مفترس متخصص في الإبتلاع بالكامل. يستطيع أن يبتلع سمكه تبعد عنه بعض السنتيمترات بدون أن يتحرك من مكانه بتقنية تشبه سحب الهواء عند إنفجار القنابل!. فهو يفتح فمه في أجزاء من الثانية و يشفط كل كمية المياه حول فمه تجعل السمكة الصغيرة تنجرف نحو معدته في ثواني. يستطيع كذلك ابتلاع العديد من المخلوقات البحرية التى تقاربه حجما.الهامور سمكه متعددة الأدوار، جميلة يظنها البعض بشعه.
سمكة رزينة و راكدة! و تصبح فضولية جدا أحيانا!. سمكة متعددة المهارات و الإمكانيات، يكاد لا ينافسها على كثرة التواجد في مختلف البيئات البحرية الا سمك الشعور. من أماكن (الصرع) على أعماق ال200 متر و أكثر تجدها و حتى في (العواري) على عمق النصف متر أو أقل. هذه الفصيلة إستثنائية بحق، فهي موجودة في المياة العذبة و المالحة. المحيطات و البحور. العميق و الضحل. الطيني و المرجاني. المكان الوحيد الذي قد لا تجدها فيه: على سطح الماء!
تعشق الأجسام الغريبة على القاع، فإحتمال إستعمالها لصبة اسمنتية أو كفر كمنزل، وارد جدا. لا تعرف ان كانت هي في الأصل طينية ولا مرجانية (المنشأ)! أجمل منظر لها حين تكون مستقرة على القاع و تقوم بعملية ال (Hovering) كطائرة الهيلوكبتر لتثبت نفسها بطريقة جميله تكاد تلمس بطنها الأرض ولكن لا تلمسها.
الهامور سمكة تحن لموطنها، فلا تبتعد عنه و تقوم بالتجمع سنويا في كرنفال طويل يستمر أسابيع أو أشهر للتعارف و التزاوج و العناية المبكرة بالمواليد (البيض). كل مجموعة صغيرة لها ذكر واحد و إذا مات أو اختفى تتبرع احدى الإناث و تسيطر ثم تتحول جنسيا الى ذكر يقوم بالمهمة المطلوبة. و عادة مكان الكرنفال يكون موحد إقليميا فكل مقاطعة لها مهرجانها على حسب الصنف و أحيانا يجتمع به أكثر من صنف. ثم بعد ذلك تعود الهوامير الى بيوتها و (حاراتها)التى قد لا تفارقها بقية حياتها كلها.
الهامور أيضا من نعم الله في الأرض، فهذه السمكة تكاد تكون بمواصفات خاصة لإسعاد الملايين. تخيل أنك تأكل كل أنواع اللحوم و الأسماك لكن بدون هامور. أو تخيل ان أنك أخرجت فصيلة الهامور بأنواعها من أصناف السمك؟ أو أنك تقوم برمي (مجاريرك) و لكن احتمال أن (يضرب) بها هامور (صفر)؟؟ أو تخيل نفسك ذهبت الى مطعم فاخر و قالوا لك تم منع أكلة (فيليه هامور) دوليا؟؟ أو أن الكنعد أصبح متربعا على الساحة في الخليج و أختفى الهامور؟ وليس نحن فقط من يأكل الهوامير...القروش و الكثير من الأسماك تأكلها أيضا. من حكم الله في هذه الأرض التوازن العجيب الذي يكتمل بوجود هذا الصنف من الأسماك الذي و إن ظهرت لنا بعض علاماته –أي التوازن- فإننا لن نحيط به علما و فهما و إدراكا و لا نملك إلا أن نقول: سبحان الله.
يقولون البحارة القدامى، انتبه من الهوام! و الهوام لديهم كل خطير في البحر. و يقول لي أحدهم: التوين من الهوام. (و هي مفترسة بلا شك حيث أنها تأكل كل مايتحرك أمامها أو له رائحة) و قد تصل الى أحجام تستطيع بلعك بالكامل! أنا أعرف أشخاص صادوا هوامير بأحجام و أوزان تتعدى المئة كيلو و المتر طولا ثم قابلوا هوامير أخرى لم يتجرؤ على صيدها أو الإقتراب منها حيث كانت بأحجام على وصفهم خيالية لا تصدق. الأرقام المسجلة تقول أن هذه السمكة تصل الى طول 3 متر و وزن 400 كيلوجرام.
و حتى لا أطيل، لأن القادم اليكم من المستطال (و ليس المستطيل 
) أقول رأيي الشخصي في هذه السمكة التى أحبها و أقدرها: هي من أفضل الأسماك طعما، و أجملها شكلا، و أحلاها صيدا و أكثرها بركة و فوق ذلك كله: هي من أسود بحرنا و سباعه الذي يجب أن نحافظ عليها و نحافظ على بيئتها، لأننا إن فقدنا الهامور فقدنا البحر الذي نعرف!
اما حديثي عن الأنواع، و هو حديث ذو شجون! فأقول لكم فيه مايلي:
أولا: إن هذا الموضوع التصنيفي في أصله و الخفيف في عرضه هو إضافه الى مجموعة سابقة من المواضيع في نفس السياق و المغزى كتبت خصيصا لمكشات. و قبل أن اسوق لكم الأنواع، أقول: إن الأسماء قد اشتبهت علي و هذا ليس بغريب في حيوانات البحر عندنا، فكل منطقة لها من الأسماء مايخصها و قد يسمى الحيوان بعدة أسماء حسب عمره أو لونه أو مكان إصطياده. و حتى عندما عدت الى أهل الخبرة وجدت إختصاص كل فرد منهم بقائمة مختلفه، و وجدت أنه لا يوجد من الأشخاص –فيمن أعرف- من يلم بجميع أصناف الهامور و أسمائه و هذا طبيعي لأن الحواتين بالتخصص و الإختصاص و و يندر فيهم من جمع وعرف. لذا لن أعتمد اسم ثابت لأي نوع من الهوامير أو اؤكد تسميته و إنما سأسردها متسلسه بالصور و المعلومات التى أعرف و أضع الاسم الدارج لدينا و أفرق بينها أساسا بالإسم العلمي و الصور. و من يريد منكم تنويرنا بالإسم في منطقته و بين مجموعته فليقل مشكورا. كذلك أشير الى أن تقارير الصيد بمكشات تعرض أحيانا أنواع أستطيع القول عنها (نادرة) لا يوجد لها إسم دارج و لا تجدها في السوق. و هذا وارد جدا بين أنواع الحيوانات البحرية، لذا فهي ليست مشمولة في موضوعي البسيط.
وقبل أن أسوق لكم ما لدي، أذكر الأسماء التى أعرف بدون تحديد أصحابها من الهوامير و ذلك لشدة تعجبي الدائم من أسماء الأسماك عموما و دلالاتها خصوصا. من أسماء الهوامير:
القشر أو الكشر و جمعها كشران و التوين و التينا و فرخ التوين و الكرشاف أو الخرشاف و الشهاوي و الأبرق و أبو نجمه و الحبج و الأبيض و ابو هويلي و أبو سعيّدة و بنت الربان و أبو عدس و كشر الباحة و الشريني و اللوطي (الشريفي) و بالطبع الناجل و الطرادي. و بنت الربان و هي معروفه من أنواع الهوامير و إن اختلف شكلها قليلا. الأنواع الأخيره و التى تتسم بوجود درجات اللون الأحمر غالبا عليها قد قمت من قبل بتفصيلها في موضوعي:
و أما الان! فمع أنواع الهوامير في البحر الأحمر*:
* أتمنى من الإخوة صيادي الخليج تبيان أي من الانواع موجود لديهم أيضا، حتى تكتمل الصورة.
و هو مايسميه البعض التوينة أو بعضهم الكشر و الفاتح منه يسمى الشهاوي. أما فرخ التوين و التينا فهي مقاسات التوينة المختلفة. يأتي هذا الهامور بدرجات مختلفة من الألوان (بني أسود رمادي بيج)، جسمه مكتنز، و قصير مقارنة بسمكه، أسهل علاماته عرض الرأس و استدارة الذيل و الزعانف الجانبية نسبيا. تعيش في الغالب في الشعاب المرجانية و تأتي أيضا في القاع الطيني و القاع المختلط. و أيضا تجدها في مختلف الاعماق من اضحل مايكون و حتى اعمق مانعرف.
طعمها لدي ممتاز جدا خصوصا المقاس المتوسط و الصغير. قد تأتي أحيانا سمينة جدا لها زيت من الخارج و الداخل. و أحيانا نحيلة بدون الطعم الممتاز المميز. كبيرة الحجم منها غير جيدة في الأكل كغيرها من الأسماك. موجودة بكثرة في أسواق الأسماك بالبحر الأحمر. تصطاد بالجلب و البندق البحري و الصخاوي (القراقير).
أعتقد و على حسب خبرتي البسيطه و رأيي الشخصي أن نفس هذه الفصيلة قد تختلف قليلا بين أفرادها استدارة الرأس و حجم البطن و ألوانها بحيث يبدو للوهلة الأولى أنها أنواع مختلفة من الهوامير. خصوصا اذا اختلفت بيئتها التى تم إصطيادها منها و اذا اختلف عمرها. و حتى اذا اختلف وزنها فالسمينة يصغر رأسها نسبة لجسمها و النحيفه تجد أن الرأس كبير جدا لها. و لكنها جميعا في الأخير نفس النوع. لذا أعتقد أنها اذا كانت تعيش في القيعان الطينية قد يصبح لونها أفتح و جسمها أدق و رأسها أصغر و أما الأنواع التى تعيش في الشعاب المرجانية فتكون عريضة الرأس منتفخة البطن بألوان مختلفة.
صورها كالتالي:
و هو ما اسماه العضو الخبير أبو صندوق الحبج (التوينة)، و هذا النوع ذو ألوان بدرجات البني فقط و لا يدخلها الرمادي أو الأسود، تكبر الى احجام ضخمة و موجودة أيضا في مختلف الأعماق و لكن لن تجدها في القاع الطيني و إنما القاع المرجاني فقط و تنام في الليل فوق المرجان بطريقة مميزة. لها سنام فوق رأسها مميز و لا تكون عريضة جدا على عكس الهامور الاول اعلاه. ما أصطدته منها سابقا كان بطعم ممتاز و أراها غالبا سمينة. رأيت صغارها مرة منتشرة في (الشعبان) في مكان معزول على عمق متر تقريبا بحجم الكف بين الشعب و كأنها في الحضانة.
صورها كالتالي (موجودة كذلك في أحد الصور أعلاه):
مع أخونا العزيز..أبو فئ
و هذا عندنا يسمونه الابرق أو السمان أو أبو نجمه. و في التصنيف العلمي وجدت أنها 3 أنواع متشابهه يصعب التفريق بينها نوع منها يعيش على عمق ضحل (1 – 20 متر) و الأخر أعمق نسبيا (1-62 متر). جميع هذه الأنواع ذات لون بني مسود و عليها بقع فاتحة منتشرة على جميع الجسم، ذات رأس دقيق و قد تكبر تسمن أحيانا و تصبح منتفخة بطريقة (تفتح النفس). بناء على مشاهدتي اجد أنها موجودة من 1 الى 40 متر و تأكل ليلا و نهارا و هي فضولية بشدة. تكون دائما في المرجان المحيط به بقع طينية. عندي أنا من الذ الأسماك على الإطلاق. و هو متوفر في الأسواق لدينا في أغلب الأوقات.
و صوره كالتالي:
و في هذه الصورة تظهر و معها طرادي و كشر من النوع الأول على يمين الصورة
و هذا شديد الشبه بالنوع الأول و قد يكون هو الشهاوي أيضا ويكون عادة متناسق الجسم رأسه أنحف بقليل من الهامور الأول و يأتي غالبا بلون واحد وهو البني الفاتح و بقعه ذات لون أصفر أو برتقالي مايلبث أن يتغير بعد خروجه من الماء و هو موجود في القيعان الطينية ضحلة كانت أو عميقة. زعنفته الجانبية أكبر من زعنفة النوع الأول نسبة الى الجسم. أعتقد أن هذا النوع هو الموجود في الخليج العربي سواء سمي هوامير أو بواليل (بناء على حجمه). هذا النوع يتشابه مع النوع الأول عندما يكون كبير الحجم و لكن يختلف في الشكل عندما يكون صغير. طعمه لا يعلى عليه إطلاقا.
و هذا الهامور ذو لون بني محمر و به نقط صغيرة متقاربة منتشرة على جميع جسمه يأتي على أماكن عميقة نسبيا اصدته على عمق 60 متر و هو ذو طعم مميز جدا و يأتي في أماكن يغلب عليها وجود الرمال و الطين على المرجان. تفيد قاعدة بيانات الأسماك التى استخدمها بأنه غير موجود في البحر الاحمر و إنما في المحيط الهندي – بحر العرب.
و صوره كالتالي:
و هو هامور تقريبا أبيض اللون ببقع متزنه صفراء يأتي في مختلف الأعماق و حتى 200 متر و أنا أصطدته على عمق 100 متر أكثر من مره و هو صغير الحجم على الأغلب لا يزيد عن 40 أو 50 سم و طعمه (بناء على كلام الأخ و العضو الكريم أحمدوعبدو – إن لم أكن مخطئ فيما يقصده) مميز جدا. لم أراه في السوق من قبل ولا أعلم ان كان موجود في مناطق أخرى بكثافه أكثر من عندنا.
و هذا هامور الغزير أو هامور الطينة المعروف عند صيادين الصرع ذو لون بني فاتح في الخلفية عليه خطوط غريبة الشكل أغمق في اللون. لا يكبر كثيرا حيث يصل فقط الى 90 سم و أنا اصدت منه على اعماق من 60 الى 130 متر في قيعان طينية و مرجانية و يصل الى اعماق حتى 300 متر. طعمه لم يناسبني كثيرا و لا أراه في السوق طول السنة.
و صوره كالتالي:
التكملة قيد الإعداد...يرجى الإنتظار و عدم الرد
رد مع اقتباس
